يشهد حقل غاز إيراني جهودًا متسارعة لتطوير احتياطياته الضخمة، البالغة 9 تريليونات قدم مكعبة، بما يعزز مكانة طهران في سوق الطاقة العالمية، إذ شهد الحقل توقيع عقد تطوير جديد يستهدف رفع قدرات البلاد الإنتاجية في قطاع الغاز.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد وُقِّع عقد تطوير وتشغيل حقل مدار للغاز بين شركتي فولاد مباركة أصفهان، وشركة النفط الوطنية الإيرانية، بقيمة 600 مليون دولار، في خطوة استثمارية لافتة.
ويقع الحقل على بُعد 40 كيلومترًا من المرحلتين 15 و16 من حقل بارس الجنوبي، بالقرب من حقول عسلويه الشرقي وتابناك وخيام الغربي. وقد اكتُشف عام 2009 باحتياطيات تصل إلى نحو 8.8 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
ويستهدف المشروع إنتاجًا تراكميًا يبلغ 65 مليار متر مكعب من الغاز و127 مليون برميل من المكثفات الغازية على مدار 20 عامًا، كما تشمل الصفقة أعمال الحفر والتجهيزات السطحية والبنية التحتية، ما يعكس جدية الخطط الإيرانية في تنمية مواردها.
بنود الصفقة الفنية والاقتصادية
تشمل الصفقة الموقّعة تنفيذ خطة متكاملة لحفر 20 بئرًا موزعة على أربعة تجمعات رئيسة في "مدار"، الذي يعد حقل غاز إيراني مهمًا، إلى جانب إنشاء المرافق السطحية اللازمة لبدء عمليات الاستخراج والإنتاج، وهو ما يعزز القدرات التشغيلية للحقل.
وتنص الاتفاقية كذلك على مد أكثر من 100 كيلومتر من خطوط الأنابيب الجريانية لربط الآبار بمرافق المعالجة، إلى جانب إقامة وحدات متطورة للقياس وتنقية المياه المصاحبة، بما يضمن جودة الغاز المستخرج ويحقق كفاءة عالية في التشغيل.
ومن المتوقع أن يحقق أحدث حقل غاز إيراني يتم تطويره، إنتاجًا اقتصاديًا مجديًا، إذ يقدر العائد التراكمي بنحو 65 مليار متر مكعب من الغاز، إضافة إلى 127 مليون برميل من المكثفات الغازية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبرز أهمية هذه الصفقة في كونها شراكة تجمع بين مؤسسات صناعية كبرى وشركات نفطية هندسية، برعاية الشركة الوطنية للنفط الإيرانية، وهو ما يعكس حرص طهران على دمج خبراتها الداخلية في مشروعات إستراتيجية للتنقيب عن الغاز.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإجمالية في حقل الغاز الإيراني نحو 600 مليون دولار، وتشمل جميع مراحل التطوير من الحفر إلى إنشاء خطوط الأنابيب والبنية التحتية. هذا الحجم من التمويل يؤكد جدية الخطط الرامية لتعزيز الإنتاج المحلي.
كما أن المشروع يتوقع أن يوفر فرص عمل جديدة في إقليم بوشهر والمناطق المجاورة، الأمر الذي يجعله رافدًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب كونه رافعة مهمة لقطاع الطاقة الوطني، في إطار سياسة تعزيز الأمن الطاقوي.
الأهمية الإستراتيجية والإقليمية والمستقبلية
بوصفه حقل غاز إيراني ضخمًا، يمثل "مدار" إضافة مهمة إلى رصيد طهران من الغاز الطبيعي، إذ يسهم في تعزيز مكانتها موردًا رئيسًا للطاقة في المنطقة، ويرفع قدرتها على المنافسة في سوق الغاز العالمية رغم التحديات القائمة.
وتعد الصفقة الجديدة نموذجًا للتعاون الداخلي بين مؤسسات صناعية ونفطية، في ظل استمرار العقوبات الدولية، ما يبرز إستراتيجية الاعتماد على القدرات المحلية لتطوير الحقول، بما يعزز من استقلالية إيران في إدارة مواردها.
كما يسهم تطوير أحدث حقل غاز إيراني، في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، خاصة مع التوسع الصناعي والسكاني، ويقلل من الضغوط على قطاع الكهرباء، عبر توفير كميات أكبر من الغاز للاستهلاك الداخلي، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه، يواجه المشروع تحديات على المستويين المالي والفني، خصوصًا فيما يتعلق بالبنية التحتية ونقل التكنولوجيا الحديثة، غير أن الاتفاقية الحالية تضع الأساس لتحقيق استدامة في الإنتاج على المدى الطويل.
وتسعى طهران إلى استثمار نجاحات كل حقل غاز إيراني، ليصبح منصة لجذب استثمارات جديدة، سواء من الداخل أو الخارج، خاصة في حال تحسن الظروف السياسية والاقتصادية، ما يفتح الباب أمام تعزيز مشروعات أخرى مماثلة في المستقبل.
وفي المدى المتوسط، يتوقع أن يشكل الإنتاج من حقل مدار رافدًا مهمًا للإيرادات الحكومية، مع إمكان زيادة الصادرات أو خفض الواردات، وهو ما يرسخ دوره بوصفه ركيزة في إستراتيجية البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
