في لافتة إنسانية وطيبة، ناقشت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق اليوم رسالة "الماجستير" في العقيدة والفلسفة المقدمة من الباحثة المتوفاة "أميرة محمد حسن" والمعيدة في كلية البنات بالعاشر من رمضان، تحت عنوان (جهود مفكري الإسلام في الرد على الملحدين في الفكر الحديث والمعاصر عرض ونقد).
وقال زوج الباحثة المتوفاة "أميرة محمد" أن مرض زوجته ظهر عليها منذ عام قبل وفاتها، وبدأت تصارع المرض لمدة عام، حيث أنها أصيبت به وهي حامل في طفلتها، توفيت وطفلتها في عمر الـ 8 شهور، مشيراً إلى أنها كانت تحارب السرطان من أجل تحقيق حلمها ومناقشة رسالة الماجستير الخاصة بها.


وأضاف زوج الباحثة المتوفاة بأنها كانت قد انتهت من تحضير رسالتها في شهر سبتمبر من العام المنقضي وقامت لمراجعتها لغويا، وكانوا منتظرين تحديد يوم المناقشة، ولكن اشتد عليها المرض ودخلت المستشفى في شهر ديسمبر وتوفيت يوم 26 من شهر يناير الماضي قبل مناقشة رسالتها.
وكان مجلس الجامعة قد وافق على تشكيل المناقشة للباحثة المتوفاة يوم 10 من شهر نوفمبر للعام المنقضي، وقد اقترحت لجنة الإشراف والمناقشة تحديد موعد المناقشة في تاريخ 5 من شهر ديسمبر للعام الماضي، إلا أن ظروفها المرضية لم تسمح لها حيث تم احتجازها في الرعاية المركزة خلال هذه الفترة حتى توفاها الله يوم 26 من شهر يناير الماضي.
وأوضحت الدكتورة أماني هاشم عميدة الكلية، أن موضوع هذه الرسالة قيّم في ذاته، ومفيد في الوقت الحالي، وتحملت الباحثة أعباء العمل في هذه الرسالة رغم اشتداد المرض عليها، ومن ثَم وافق مجلس الجامعة بجلسته رقم 714 بتاريخ 24 من شهر مارس الماضي على مناقشة رسالتها؛ حفاظا على حقوق الملكية الفكرية، وتكريمًا لجهود الباحثة.
علمًا بأن الباحثة كانت قد أعدت الرسالة على مدار 4 سنوات، وتتابع مع لجنة الإشراف على الرغم من ظروفها المرضية وسيتم وضع اسم الباحثة على الكرسي المخصص لها، وستقوم لجنة الإشراف بالرد على لجنة المناقشة بدلًا من الباحثة حتى يتم استيفاء أركان المناقشة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المناقشة تعتبر المناقشة الثانية لمثل هذه الحالة في جامعة الأزهر الشريف، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص جامعة الأزهر على علمائها ونتاجهم العلمي.