تشهد لندن، اليوم السبت، مظاهرات ضخمة نظمها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، ضد المهاجرين، وذلك في مقابل تنظيم احتجاج مضاد من قبل نشطاء مناهضين للعنصرية ودعماً للمهاجربن.
مظاهرات تجتاح شوارع لندن
وقالت شرطة العاصمة إنها نشرت نحو ألف ضابط لتأمين المظاهرات، مع وضع حواجز لإنشاء "منطقة معقمة" بين المجموعتين.
ونشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو يظهر حشد ضخم من الجماهير، كانت الشوارع عبارة عن بحر من الأعلام البريطانية، حيث تجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين بالقرب من جسر واترلو استعدادًا لمسيرة "توحيد المملكة" نحو وايت هول.
وكتب روبنسون عبر منصة إكس: "تقف لندن اليوم شامخة دفاعاً عن أحد أهم حقوقنا - حرية التعبير".
وكان هناك مزيج من الشعارات على الأعلام بما في ذلك "أوقفوا القوارب" و"أرسلوهم إلى ديارهم" و"وحدوا المملكة".
وفي مشهد آخر حمل رجل صليبًا خشبيًا كبيرًا مكتوبًا عليه "رحم الله تشارلي كيرك" - الناشط اليميني الأمريكي الذي قُتل بالرصاص يوم الأربعاء أثناء إلقائه كلمة في إحدى الجامعات.
ومن المقرر أن يتضمن التجمع خطابات من ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومقدمة البرامج كاتي هوبكنز.
وفي مكان آخر، تجمع نحو 500 شخص بالقرب من ساحة راسل للمشاركة في احتجاج مضاد تحت عنوان "المسيرة ضد الفاشية" نظمته منظمة Stand up to Racism، ورفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها "نساء ضد اليمين المتطرف"، و"عارضوا تومي روبنسون"، و"اللاجئون مرحب بهم".
مسلمين لندن في خطر
وذكرت شرطة لندن أن هناك "مخاوف خاصة" بين بعض أفراد المجتمعات المسلمة في لندن قبل احتجاج روبنسون، مشيرة إلى "سجل الخطاب المناهض للمسلمين وحوادث الهتافات المسيئة من قبل أقلية في المسيرات السابقة".
وحثت قائدة العمليات الأمنية كلير هاينز سكان لندن المسلمين على عدم تغيير خططهم أو تجنب وسط لندن، بل التوجه إلى ضابط الشرطة إذا شعروا بالقلق أثناء تواجدهم في الأماكن العامة، وقالت: "سوف يتخذ الضباط موقفا صارما تجاه السلوك التمييزي أو الذي يتجاوز الخط الفاصل بين الاحتجاج وجريمة الكراهية".
وأضافت أن الشرطة ستتصرف "دون خوف أو محاباة" وطلبت من المتظاهرين "أن يأخذوا بعين الاعتبار المجتمعات التي يمرون بها".
وقالت شرطة العاصمة إنها أمرت بإنهاء مظاهرة "توحيد المملكة" بحلول الساعة 18:00، وإنهاء الاحتجاج المضاد بحلول الساعة 16:00، وهو ما يتماشى مع الموعد الذي أبلغه المنظمون للقوة بأنهم يتوقعون انتهاء الخطب.
و تومي روبنسون الذي يقود الجناح اليميني في المظاهرة انضم عام 2004 إلى الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف، لكنه تركه بعد عام، وكان متدربًا كمهندس طائرات في مطار المدينة، لكن حُكم عليه بالسجن لمدة عام بعد اعتدائه على ضابط شرطة خارج الخدمة أثناء شجار في حالة سُكر في عام 2005.
كما كان المؤسس السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) في عام 2009. وكان روبنسون عرضة لسلسلة من التهم من قبل الشرطة، بما في ذلك سجنه سابقًا بتهمة ازدراء المحكمة وانتهاك شروط الحكم مع وقف التنفيذ
تحذيرات من السفارات العربية لرعاياها فى لندن
ويأتي ذلك فيما أصدرت العديد من السفارات العربية تحذيرات لمواطنيها في لندن، حيث دعت سفارة دولة الكويت لدى المملكة المتحدة بالمواطنين الكويتيين والطلبة الموجودين في بريطانيا ضرورة أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق التجمعات والمظاهرات المقرر تنظيمها في لندن.
وناشدت رعاياها بضرورة اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة عن السلطات الرسمية البريطانية.
كما دعت كل من السفارة السعودية والاماراتية في لندن مواطنيها الابتعاد عن التجمعات والمسيرات مع التأكيد على ضرورة اتباع تعليمات السلطات.
