في خطوة جديدة تؤكد سياسة مانشستر سيتي في البحث عن المواهب المبكرة، أعلن النادي الإنجليزي عن إتمام صفقة لضم اللاعب الشاب ويليام ستانلي جونز، البالغ من العمر 14 عامًا، قادمًا من أكاديمية بيرنلي، مقابل مبلغ كبير بلغ 450 ألف جنيه إسترليني، وهو رقم لافت بالنظر إلى صغر سن اللاعب.
ووفقًا لتقارير صحفية بريطانية، فإن جونز لفت أنظار كشافي السيتي بفضل بنيته الجسدية القوية مقارنة بسنّه الصغيرة، إضافة إلى هدوئه الكبير في الملعب وقدرته على التحكم بالكرة تحت الضغط. ونقلت صحيفة "ذي صن" عن مصدر مقرب قوله: "إنه فتى يتمتع بموهبة استثنائية، لديه قوة بدنية ومهارات فنية قد تجعله مشروع نجم في المستقبل"، ما جعل مانشستر سيتي يسبق العديد من الأندية الكبيرة لحسم الصفقة مبكرًا.
سياسة جوارديولا في صناعة النجوم
خطوة التعاقد مع جونز تأتي ضمن استراتيجية واضحة ينتهجها السيتي منذ تولي الإسباني بيب جوارديولا مهمة التدريب، حيث اعتمد المدرب على مزيج بين النجوم الكبار واللاعبين الشباب الذين تم تصعيدهم من الأكاديمية.
ويعد فيل فودين أبرز مثال على نجاح هذه السياسة، بعدما تحول من لاعب صاعد إلى أحد أعمدة الفريق، مسجلًا 100 هدف و61 تمريرة حاسمة في 320 مباراة منذ ظهوره الأول عام 2016. وقد قاد فودين السيتي للتتويج بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى جانب لقب دوري أبطال أوروبا التاريخي عام 2023.
كما أن أسماء مثل ريكو لويس وأوسكار بوب ظهرت بقوة في عهد غوارديولا، بينما حقق جيمس مكاتي تجربة إعارة ناجحة مع شيفيلد يونايتد قبل أن يرحل الصيف الماضي إلى نوتنغهام فورست مقابل 30 مليون جنيه إسترليني. كذلك، فإن كول بالمر، الذي تخرج من أكاديمية السيتي، أصبح من أبرز نجوم الدوري الإنجليزي بعد انتقاله إلى تشلسي عام 2023 مقابل 42.5 مليون جنيه إسترليني، حيث سجل 43 هدفًا وصنع 29 خلال 98 مباراة.
استثمار طويل الأمد
صفقة ضم جونز ليست مجرد رهان قصير الأمد، بل تعكس رؤية النادي في تأمين مستقبل الفريق على المدى البعيد، عبر تطوير لاعبين قادرين على السير على خطى فودين وبالمر وغيرهما. فالنادي يدرك أن المنافسة على المواهب في إنجلترا أصبحت أكثر شراسة، وأن التحرك المبكر يمنحه الأفضلية في تشكيل جيل جديد من النجوم.
ردود فعل متباينة
ورغم الحماس الكبير للصفقة، فإن البعض أبدى تساؤلات حول حجم المبلغ المدفوع في لاعب لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، معتبرين أن السوق الإنجليزية أصبحت تضخم الأسعار حتى في الفئات السنية الصغيرة. لكن آخرين يرون أن الاستثمار في المواهب المبكرة هو الطريق الصحيح، خاصة إذا ما تم تطويرهم في بيئة احترافية مثل أكاديمية مانشستر سيتي، التي أثبتت نجاحها في السنوات الأخيرة.
مستقبل مشرق بانتظار جونز
لا شك أن الأضواء ستُسلط على ويليام ستانلي جونز في السنوات المقبلة، إذ سيجد نفسه تحت متابعة دقيقة من الإعلام والجماهير، في ظل توقعات بأن يكون أحد الأسماء البارزة في الكرة الإنجليزية خلال العقد القادم.
وبينما يواصل مانشستر سيتي هيمنته على كرة القدم المحلية والأوروبية، يبدو أن النادي لا يكتفي بالنجاحات الحالية، بل يخطط أيضًا لترسيخ مكانته عبر الاستثمار في أجيال جديدة قادرة على كتابة فصل آخر من التاريخ.