حددت رموز الاوساط الشعبية والنقابية الفرنسية تاريخ اليوم 10 سبتمبر كيوم غضب ضد السلطة الفرنسية وسياسة الرئيس ماكرون واظهرته على وسائل التواصل الاجتماعي لحركة الحصار - واللجوء إلى الإضراب، في حين كان الصراع في الشركات معها بشكل خاص لما تسببه من ضرر لها.
و نظمت صباح اليوم مئات الفعاليات في جميع أنحاء منطقة باريس الكبرى (إيل دو فرانس) والمناطق المحيطة بها، من المدن الكبرى إلى البلدات الصغيرة، اليوم، ضمن فعاليات حركة "امنعوا كل شيء"، والتي لم يُحدد نطاقها بعد. وأعلن وزير الداخلية برونو ريتيلو أنه عبأ نحو "80 ألفًا من رجال الدرك والشرطة"، محذرًا من أنه "لن يتم التسامح مع أي عنف".
فيما بدأت الاحزاب السياسية المعارضة للسلطة تحالفها مع ممثلوا المجتمع المدني والنقابات العمالية والطبية لتؤكد التعبئة الرقمية مرة أخرى، على غرار حركة "السترات الصفراء" قبل سنوات، لتثبيت بأن لها القدرة على تحريك الشارع خارج الدوائر السياسية والجمعياتية، بدأت التحركات عبر "الويب التفاعلي" واتخذت مسارا تنظيميا وتعبويا مختلفا، مثل الاختيار عن قصد ليوم العاشر من سبتمبر الذي يوافق يوم عمل (الأربعاء) وليس يوم عطلة بنهاية الأسبوع كما كان سائدا مع الاحتجاجات الأسبوعية لـ"السترات الصفراء".
فقد بدأت التعبئة عبر تطبيق "تليجرام" لتتوسع نحو باقي منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات افتراضية مفتوحة للنقاش.
وتراوحت الدعوات المنطلقة من تغريدات آلاف المتصفحين، بحسب دراسة أجرتها شركة "فيزيبرون" المتخصصة في المراقبة الرقمية، بين دعوات كلاسيكية مثل "الإضراب" و"الاعتصام المدني"، إلى أخرى غير تقليدية مثل حث المحتجين على الامتناع عن التسوق واستخدام البطاقات المصرفية بدءا من العاشر من سبتمبر الجاري والعدول عن الذهاب الى المساحات التجارية لضرب الحكومة بهذه الخسارة المادية المعنوية.
لكن في نهاية المطاف برزت منصة "لنغضب" كواجهة للتعبئة وكوسيط إعلامي ورقمي رئيسي للحملة التي تحمل الاسم ذاته.
شهد صباح اليوم الأربعاء عدة إغلاقات أو محاولات لإغلاق أمام ثانويات في باريس استجابة لدعوة حركة "لنُعطّل كل شيء"، وهي تعبئة مواطنية نشأت على شبكات التواصل الاجتماعي، كما سجلت تحركات مماثلة في مدن فرنسية أخرى مثل رين ومونبلييه.
وقد حددت الحملة على موقعها بشبكة الإنترنت مبررات تحركاتها في 5 نقاط انطلاقا من برنامج حكومة بايرو، وهي:
سنة بيضاء من دون استثمارات في الرواتب وجرايات التقاعد والخدمات العامة.
شطب 3 آلاف وظيفة.
موظف من بين 3 لم يتم تعويضه.
خفض 5 مليارات أورو من نفقات قطاع الصحة.
إلغاء عطلتين رسميتين.
مضاعفة مدة الانتظار إلى 6 أيام لاستلام تحويلات التأمين الصحي عند العطلات المرضية.
تجميد أي زيادات في المنح والمعاشات التقاعدية.
اعتقال المشاغبين
أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو صباح اليوم عن توقيف نحو 200 شخص في أنحاء فرنسا، يأتي ذلك في خضم تحرك اجتماعي باسم "لنغلق كل شيء" الذي انطلق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والذي يُنتظر أن يكشف حجم الغضب الشعبي في بلد يعيش أزمة سياسية حادة. يأتي ذلك وسط إجراءات أمنية مكثفة.
أوضح قائد شرطة باريس، لوران نونيز، أنه يتوقع على مدار اليوم "أعمالًا مفاجئة"، وحصارًا، وحتى أعمال تخريب، لكنه لا يعتقد أن "هذه الحركة ستحشد المجتمع المدني وتسقط النظام بسبب وجود نحو 80 ألف من عناصر الشرطة والأمن ينشرون في أنحاء البلاد.
أما رموز حركة 10 سبتمبر فهدفهم إسقاط النظام برحيل ماكرون رغم سقوط الحكومة وتغير رئيس الوزراء او الاستمرارية في شل فرنسا.

