حالة من الجدل، أثيرت علي مواقع التواصل الاجتماعي بعدما دعا أحد خريجي كلية الصيدلة بجامعة طنطا على أستاذه الراحل، عقب ساعات من إعلان وفاته، وهو ما دفع البعض للتساؤل عن خلفية هذا الغضب الممتد لسنوات.
وذلك بعدما نعت جامعة طنطا، في بيان رسمي، الدكتور عبد الرحيم سيد إبراهيم، الأستاذ المتفرغ بقسم العقاقير بكلية الصيدلة، مشيدة بمسيرته الأكاديمية، ودوره في خدمة الطلاب والبحث العلمي.
لكن خلف هذا المشهد الرسمي، تكمُن حكاية أخرى رواها الصيدلي محمد سليمان فهمي، صاحب المنشور المثير للجدل، والذي قال إنه كان أحد معيدي كلية الصيدلة في أوائل التسعينيات، قبل أن تنتهي مسيرته الجامعية بفصله عن العمل، وتحوله من “دكتور جامعي” إلى “موظف إداري”.
بداية القصة
يقول محمد سليمان: “تم تعييني معيدًا عام 1991، وحصلت على تمهيدي الماجستير بتقدير امتياز. بدأت وقتها تنفيذ نقطة بحثية عن نبات طبي يُعالج الالتهابات وسرطان الدم، تحت إشراف القسم وفي نفس الوقت، كنت أعمل على أبحاث خاصة بعلاج نهائي لمرض السكري بالتعاون مع أساتذة من معهد لونيكسي في السويد، وحققت نتائج مذهلة في التجارب على الفئران، ثم على متطوعين بموافقتهم”.
ويتابع: “بمجرد أن علم رئيس القسم أن مرضى السكري يسألون عني، انفعل بشدة، واستدعاني إلى مكتبه، ثم بدأ في اتخاذ إجراءات انتقامية ضدي، وتحويلي إلى التحقيق عدة مرات باتهامات متفرقة”.
يضيف الصيدلي أن الأمر لم يتوقف عند التحقيقات، بل تصاعد إلى توقيع جزاءات متوالية ضده، وحرمانه من مزايا مالية وإدارية، بالإضافة إلى تعرضه لمضايقات أمام الطلاب، وتخصيص دفتر حضور وانصراف باسمه فقط داخل القسم ويؤكد أنه تقدّم بشكاوى رسمية إلى رئيس الجامعة في حينها، دون استجابة.
بمرور الوقت، فوجئ محمد سليمان بصدور قرار من رئيس الجامعة بإحالته إلى مجلس تأديب، أوصى بإيقافه عن العمل لمدة 6 أشهر، قبل أن يعود إلى عمله مرة أخرى وسط نفس الأجواء العدائية و يقول: “تعرضت بعدها للتلاعب في التقارير العلمية الخاصة برسالتي، بهدف إهدار الوقت ومنعي من الترقّي ثم صدر قرار بتحويلي إلى وظيفة إدارية”.
ويستطرد: “رفعت دعوى أمام المحكمة الإدارية بمجلس الدولة، التي قضت بعودتي إلى عملي كمعيد بالقسم، وإلغاء القرار الجائر بحقي”.
بعد عودته، يؤكد محمد سليمان أن سلسلة المضايقات لم تتوقف، بل تجددت التحقيقات والجزاءات، إلى أن صدر قرار جديد بتحويله إلى وظيفة إدارية مرة أخرى، مع إلغاء بحثه العلمي وتسجيل الماجستير، ما دفعه إلى الانقطاع عن العمل، قبل أن يُفاجأ لاحقًا بقرار فصله النهائي من الجامعة.
ويختم قائلًا: “حاليًا، أقيم دعوى جديدة أمام المحكمة الإدارية للمطالبة بعودتي إلى العمل، واسترداد حقي بعد سنوات من الظلم والتهميش”.
وكان فهمي قد أثار حالة من الجدل بعد الدعاء على استاذه حيث كتب في منشور له: ""اللهم إنك تعلم أن لي مظلمة عند عبدك هذا، اللهم إني اشهدك اني لم اسامحه ولن اسامحه، حتى نقف بين يديك فتقتص لي منه، اللهم لا تغفر له، اللهم لا ترحمه، اللهم لا تكرم نزله، اللهم لا توسع مدخله، اللهم لا تلقنه حجته، اللهم ضيق عليه قبره، واجعله حفره من حفر النيران، اللهم إنه استبطا غضبك، ولم يتقيك في، ولم يعمل لك أي حساب، اللهم إنه نسي قدرتك وعظمتك وظلمني، اللهم عامله بعدلك وجبروتك ونيرانك، اللهم إنه أخيرا قد وفد إليك، فعامله بما هو أهله، يا من وعدت ووعدك الحق بنصرة دعوة المظلوم حيث قلت جل شانك: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".


إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.