
تغيرات مناخية يعيشها العالم تؤثر على البيئة والمناخ، وتتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها بطرق فوضوية وغير متوقع التنبؤ بها، وكما تؤثر التغيرات المناخية على الزراعة وعلى الطقس فهي أيضًا تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان. فكيف يتأثر بها ؟
اضطرابات نفسية ومزاجية
في هذا السياق أوضح الدكتور "وائل فؤاد "استشاري الصحة النفسية، أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها يؤثر بشكل مباشر على نفسية الانسان والحالة المزاجية، ويُلاحظ أن الشعوب ذوي الطقس الحار يميلون إلى التوتر والعنف والإحساس بالعصبية، بينما تشعر الشعوب التي تعيش في بلاد ذات الطقس البارد فيعانون بالاكتئاب وضعف درجات التواصل.
وكشف استشاري الصحة النفسية، لـ«البوابة» أن التغيرات المناخية تؤثر على إفراز المخ لمواد كيماوية مهمة مسئولة عن المزاج العام مثل الدوبامين والسيروتين. وأضاف أن المصريين يتأثرون بتغيرات الطقس خاصةً في الطقس الحار الشديد في فصل الصيف، فيشعرون بالتوتر والعصبية وترتفع معدلات الانفعالات والنزاعات والمشكلات.
وأيضًا يتأثر المصريون بالبرودة في فصل الشتاء والتي قد تصل إلى الاكتئاب الشديد، وتغير في الحالة المزاجية والنفسية، ولا يقتصر تأثر الإنسان بالحرارة الشديدة أو البرودة القارسة، ولكن هناك تأثيرات نفسية حتى في فصل الربيع فقد يعانى الإنسان باضطراب وجداني وقد تصل إلى حالات من الهوس والنشاط المفرط.
خطر الوفيات
من جانبه أوضح استشاري الباطنة الدكتور وائل صفوت أن ارتفاع درجات حرارة الجو يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة وقد يؤدي إلى الوفاة خاصة بين كبار السن ومرضى القلب ومن المخاطر الصحية الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة الجو هي الجفاف، والإجهاد الحراري، وضربة الشمس.
وأضاف في تصريحات لـ«البوابة»، أن الجفاف هو فقدان السوائل يؤدي إلى العطش الشديد وضعف عام. أما الإجهاد الحراري فهو تعرق شديد، برودة وشحوب الجلد، ضعف، دوخة، وغثيان. وضربة الشمس فهي فشل الجسم في تبريد نفسه.
وأكد "صفوت" أن ارتفاع درجة الحرارة الشديدة هي عامل خطر مسئول عن عدد كبير من الوفيات السنوية، وأن العمال معرضون بشكل أكبر للحرارة، ولذلك ينصح بشرب السوائل بكثرة، والبقاء في أماكن الظل وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون، وأخذ حمام بارد أو ترطيب الجسم بقطعة قماش مبللة أو رشاش ماء، محذرًا الجميع بتجنب الخروج في أوقات الذروة أو ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة في الحرارة.
أكثر المتضررين
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تتشكل خطورة التعرّض للحرارة بفعل عوامل فسيولوجية، مثل العمر والحالة الصحّية، وعوامل التعرّض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. ولكن تتعرّض باستمرار فئات سكانية كثيرة تعيش في أجواء مناخية استوائية وشبه استوائية لدرجات حرارة عالية. أمّا فئات السكان التي تعيش في مناطق واقعة على خطوط عرض تتراوح بين المتوسطة والعالية، فإن تعرّضها للحرارة المفرطة يكون موسميًا.
ويأتي العمال المعرضون للعمل في الهواء الطلق، ومزاولو الحرف اليدوية والرياضيون وموظفو الحماية المدنية في أوائل المعرضين لخطر التعرض للحرارة المفرطة بسبب عملهم، ويكونون بذلك عرضة للإجهاد الحراري الناجم عن تعرّضهم لهذا الضغط.
وكثيرًا ما يتعرّض الفقراء في المناطق الحضرية والريفية بشكل غير متناسب لارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط بسبب رداءة نوعية المساكن وعدم تزويدها بوسائل التبريد، وظروف العمل الريفي في الحقل الزراعي وما شابه.
ويؤثر النوع الاجتماعي بدوره في تحديد معدّلات التعرّض للحرارة، مثل الحالات التي تكون فيها المرأة مسئولة أساسًا عن الطهي داخل أماكن مغلقة أثناء اشتداد حرارة الطقس.