في تطورات مروعة من تعذيب موظفي الأونروا وتجويع غزة كشفت عن تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، وجه المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، اتهامات مباشرة لإسرائيل بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد العاملين في الوكالة ومواطني القطاع، مشيرًا إلى تعرض أكثر من 50 موظفًا للاعتقال والتعذيب منذ بداية الحرب، بينهم معلمون وأطباء.
وفيما تستمر إسرائيل في إغلاق المعابر وتجويع غزة، تتفاقم المجاعة داخل القطاع، مع تحذيرات من انتشار الأمراض وانهيار الأوضاع الصحية، وسط مطالب أممية برفع الحصار وفتح المعابر فورًا.

اعتقالات وتعذيب: موظفو الأونروا تحت النار
أكد المفوض العام للأونروا أن إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 من موظفي الوكالة، بما فيهم معلمون وأطباء وعاملون في المجال الإنساني، مشيرًا إلى أن المعتقلين تعرضوا لانتهاكات "صادمة وغير إنسانية"، شملت الضرب والإهانة واستخدامهم كدروع بشرية أثناء العمليات العسكرية.
وأوضح أن العديد منهم أُجبروا على الإدلاء باعترافات تحت الضغط والتعذيب، واصفًا ما جرى بأنه "مروع ويخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية".
الأونروا تدعو للمحاسبة الدولية: لا إفلات من العقاب
لازاريني شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكدًا أن ما يحدث من تجويع غزة لا يمكن السكوت عليه، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
وقال: "انتهاك القانون الدولي يجب ألا يمر دون عقاب، فالوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم".
كارثة إنسانية خلف المعابر: مساعدات تتعفن وتجويع غزة
الأونروا أعلنت أن لديها أكثر من 3,000 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية تقف على مشارف غزة، في انتظار إعادة فتح المعابر، بينما المواد الغذائية والطبية مهددة بالتلف بعد استخدام الاحتلا سياسة تجويع غزة.
ولفتت إلى أن الإمدادات مخصصة لملايين الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع ونقص الرعاية الصحية في القطاع المحاصر.
وفي السياق ذاته، حذرت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة من تدهور الأوضاع الصحية والغذائية بشكل خطير، مؤكدة أن الغذاء ينفد، والمجاعة تنتشر، والأمراض باتت تطرق أبواب الأطفال والمرضى، في ظل نقص حاد في الموارد الطبية.

انتهاكات مستمرة في القدس والخليل: استفزازات تحت حماية الاحتلال
في الضفة الغربية، صعد المستوطنون من استفزازاتهم، حيث اقتحم أكثر من 300 مستوطن باحات المسجد الأقصى وأدوا طقوسًا تلمودية بحماية شرطة الاحتلال.
كما رفع مستوطنون العلم الإسرائيلي فوق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقدسية الأماكن الدينية وتحديًا لمشاعر المسلمين في المنطقة.
بين تعذيب العاملين الإنسانيين وتجويع السكان، وبين اقتحامات المستوطنين واستمرار الحصار، تتكشف فصول مأساة غزة والضفة الغربية يومًا بعد يوم.
وبينما تزداد الأصوات الدولية المطالبة برفع الحصار ووقف الانتهاكات، يبقى مصير المدنيين معلقًا بإرادة المجتمع الدولي وقدرته على كبح جماح آلة الحرب والانتهاك