أشعلت المطربة اللبنانية المعتزلة أمل حجازي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما ظهرت في حوار عبر بودكاست «مع نضال» مع الإعلامية نضال الأحمدية، حيث أدلت بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا حول قضايا دينية مرتبطة بالقرآن والمواريث والحجاب.
تصريحات مثيرة للجدل
أمل حجازي قالت إنها تؤمن بالقرآن الكريم فقط وترفض الاعتماد على الأحاديث النبوية، مؤكدة أن كثيرًا مما يردده الناس على أنه من الدين هو في الحقيقة ليس له أصل قرآني.
وتطرقت في حديثها إلى مسألة الخلق، مشيرة إلى أنها لا ترى أن "آدم" كان شخصًا واحدًا كما هو متعارف عليه في الموروث الديني، مضيفة أن اسم "حواء" لم يرد ذكره في القرآن.
كما فسرت آية المواريث بطريقة مختلفة، معتبرة أن القاعدة الشهيرة «للذكر مثل حظ الأنثيين» لا تعني التفريق بين الرجل والمرأة، بل تُفهم عندها باعتبار آخر لا يوافق ما هو ثابت في التفاسير المعتبرة.
أما عن الحجاب، فأكدت أنه ليس فرضًا صريحًا في القرآن على حد تعبيرها، قائلة: "لو كان الله يريد ستر الشعر لقالها بوضوح".
رد الأزهر الشريف
من جانبه، أكد عدد من علماء الأزهر أن هذه التصريحات تمثل تشكيكًا في ثوابت الدين، وأن الاعتماد على القرآن فقط دون السنة النبوية يمثل خللًا فكريًا وخروجًا عن المنهج الصحيح الذي سار عليه المسلمون عبر القرون.
وشدد الأزهر على أن الحجاب فرض شرعي أوضحه القرآن في آيات عدة، وأن الأحاديث النبوية شارحة ومكملة للكتاب العزيز، ولا يمكن الاستغناء عنها في فهم الدين وتطبيق أحكامه.
كما أوضح علماء الأزهر أن مسألة بداية الخلق وردت في القرآن الكريم بوضوح من خلال قوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها»، وهو ما يؤكد أن البشرية بدأت من آدم وحواء.
تفاعل الجماهير
أحدثت تصريحات أمل حجازي حالة من الانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبينما اعتبرها البعض جرأة في إعادة قراءة النصوص، رأى آخرون أنها تجاوز على المقدسات الدينية وترويج لأفكار باطلة قد تثير البلبلة بين الناس.
وفي المقابل، دعا فريق ثالث إلى التعامل مع هذه التصريحات بالحكمة والرد العلمي الرصين، بعيدًا عن الهجوم الشخصي، مؤكدين أن مثل هذه القضايا يجب أن تظل في إطار الحوار الشرعي والعلمي فقط.
