كشف تقرير حديث صادر عن شركة كاسبرسكي أن ملفات تعريف الارتباط (Cookies) التي تشكل جزءًا أساسيًا من تجربة تصفح الإنترنت، قد تمثل تهديدًا مباشرًا لخصوصية المستخدمين وأمن بياناتهم. وأوضح التقرير أن ما يقارب 87% من المواقع الإلكترونية تعرض إشعارات الكوكيز، في حين يفتقر معظم المستخدمين للوعي الكافي بالمخاطر المرتبطة بها.
مخاطر الكوكيز وسرقة الهوية
أشار التقرير إلى أن المهاجمين السيبرانيين قد يستغلون الكوكيز في سرقة معرف الجلسة، ما يمنحهم إمكانية الدخول غير المصرح به إلى الحسابات الشخصية والوصول إلى بيانات حساسة مثل معلومات الدفع وعناوين الشحن. مثل هذه الاختراقات قد تؤدي إلى عمليات احتيال مالي وانتهاكات جسيمة للخصوصية، خاصة عند تصفح المواقع غير الآمنة التي تعمل عبر بروتوكول HTTP أو عند استخدام شبكات "واي فاي" عامة دون حماية.
هدفًا جذابًا للمخترقين
قالت ناتاليا زاكوسكينا، خبيرة تحليل محتوى الويب لدى كاسبرسكي، إن الكوكيز رغم دورها في تسهيل تسجيل الدخول وحفظ تفضيلات المستخدم، تبقى هدفًا جذابًا للمخترقين إذا لم تحظَ بتدابير حماية كافية. وأكدت أن مسؤولية الحماية تقع على عاتق كل من المطورين والمستخدمين معًا، مشيرة إلى ضرورة اعتماد ممارسات آمنة في تطوير المواقع واستخدامها.
توصيات لتعزيز الأمان
قدمت كاسبرسكي مجموعة من الإرشادات للحد من مخاطر الكوكيز، تضمنت:
- تجنب إدخال بيانات حساسة على المواقع غير المشفرة.
- استخدام شبكات VPN عند الاتصال بالإنترنت العام.
- تفعيل المصادقة الثنائية للحسابات.
- حذف الكوكيز وذاكرة التخزين المؤقت بشكل دوري.
كما شددت على التزام مطوري المواقع بتطبيق بروتوكول HTTPS وتبني تقنيات تشفير قوية لضمان حماية بيانات المستخدمين.
سياق عالمي
يتزامن هذا التحذير مع تشديد اللوائح الدولية مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) على ضرورة الشفافية في جمع واستخدام المعلومات، ما يبرز أهمية إدارة صارمة للكوكيز باعتبارها خط الدفاع الأول عن الخصوصية في العالم الرقمي.
