انخفضت أسعار النفط في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء 29 أبريل/نيسان (2025)، مع تراجع توقعات نمو الطلب العالمي من قبل المستثمرين، بسبب الحرب التجارية بين أميركا والصين.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لحركة أسواق النفط، فإن الانخفاض المستمر، سببه التوقعات المتشائمة بشأن انخفاض الطلب على النفط الخام، على خلفية الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام تعاملات أمس الإثنين 28 أبريل/نيسان، للمرة الأولى في 3 جلسات متتالية، وهو ما يلقي بمزيد من الضوء على الآثار المتوقعة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا، وردّ بكين عليها.
يشار إلى أنّ تأثُّر الأسواق بحالة عدم اليقين بشأن محادثات التجارة بين البلدين الممثلين لأقوى الاقتصادات في العالم يلقي بظلال قاتمة على توقعات النمو العالمي والطلب على الوقود، وهو ما يؤثّر بدوره بأسعار النفط، في وقت يستعد فيه أوبك+ لزيادة إنتاجه.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بمقدار 44 سنتًا، أو 0.7%، لتصل إلى 65.42 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بمقدار 40 سنتًا، أو 0.6%، لتصل إلى 61.65 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

يشار إلى أن الخامين القياسيين كانا قد انخفضا بأكثر من دولار أميركي بنهاية تعاملات أمس الإثنين، إذ تراجع خام برنت القياسي بنسبة 1.5% إلى نحو 66 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس بنسبة 1.5% إلى 62.05 دولارًا للبرميل.
تحليل أسعار النفط
قالت كبيرة محللي السوق في مؤسسة "فيليب نوفا" بريانكا ساشديفا، إن الأسواق تراقب -عن كثب- مفاوضات التجارة بين أميركا والصين، وتدرك أنّ تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.
وأضافت، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن انعدام الثقة في الطلب المستقبلي، بالإضافة إلى غياب أيّ مؤشرات ملموسة على انتعاش الطلب في الصين، سيلقي بظلاله خلال المدة المقبلة على أسعار النفط.
وخلقت مساعي الرئيس ترمب لإعادة تشكيل التجارة العالمية، من خلال فرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأميركية، مخاطر كبيرة تتعلق بانزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود خلال العام الجاري 2025.

وجاء ردّ الصين، التي تعدّ المتضرر الأكبر من هذه الرسوم، بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية، وهو ما أشعل حربًا تجارية بين أكبر دولتين مستهلكتين للنفط، ما دفع المحللين لخفض توقعاتهم لأسعار النفط والطلب عليه.
وكان بنك باركليز قد خفض، أمس الإثنين، توقعاته لأسعار النفط من خام برنت لعام 2025 بمقدار 4 دولارات، إلى 70 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى تصاعد التوترات التجارية وتحول إستراتيجية الإنتاج لتحالف أوبك+ كونها عوامل دافعة لفائض في المعروض النفطي يبلغ مليون برميل يوميًا هذا العام.
ومن المنتظر أن يقترح بعض أعضاء أوبك+ تسريع زيادات الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو/حزيران 2025، إذ قال محلل النفط فيليب فيرليجر: "من المرجّح حدوث انخفاض كبير في أسعار النفط إذا عززت الدول المصدرة إنتاجها".
في الوقت نفسه، من المرجّح أن ترتفع مخزونات النفط الأميركية بنحو 500 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 15 أبريل/نيسان، إذ سينشر معهد النفط الأميركي تقديراته للمخزونات اليوم الثلاثاء، على أن تصدر الأرقام الرسمية من إدارة معلومات الطاقة غدًا الأربعاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..