أخبار عاجلة
فيفا يستقر على ملعب نهائي كأس العالم 2030 -

مؤمن الجندي يكتب: زيزو والـ100 ذنب

مؤمن الجندي يكتب: زيزو والـ100 ذنب
مؤمن الجندي يكتب: زيزو والـ100 ذنب

في زمنٍ تسللت فيه الأصابع إلى الشاشات، وانطلقت الألسن من خلف الستائر، صار أبسط ما يُمكن أن يفعله البعض أن يجلدوا الآخرين بالكلمات. كلمات لا تُقال في وجوههم، بل تُلقى خلف ظهورهم كما تُرمى الحجارة على نوافذ البيوت الدافئة. لا قانون يحكمها، ولا ضمير يردعها، وكأن مشاعر الناس أصبحت بلا قيمة، وسمعتهم صارت مشاعًا لمن شاء.

في زمن السوشيال ميديا، لا أحد في مأمن.. المشاهير صاروا هدفًا يوميًا للشتائم والتنمر، وكأن الشهرة لا تمنحهم سوى حق الوصول إلى قلوب الناس، لكنها لا تحميهم من سهامهم المسمومة.

لفت انتباهي موقف لأحمد سيد زيزو، لاعب الأهلي المنتقل من الزمالك، لم يصرخ، لم يسب، لم يردّ الإساءة بمثلها.. لكنه كتب رسالة على إنستجرام، هي في حقيقتها صفعة أخلاقية على وجه من لا ضمير له.. قال:

"السؤال الوحيد اللي مش عايز يطلع من دماغي.. هو بجد لما حد يخوض في عرض الناس ويشتم ويسب ويتنمر، ده بيعود عليه بإيه؟ هل بيته اتغير؟ هل عربيته اتبدلت؟ هل أولاده اتقدموا؟ لا."

وإذا كان زيزو واجه الكلمات، فإن إبراهيم سعيد واجه القيد.. خرج من محبسه بعد تجربة إنسانية مريرة، ليجد في استقباله سيلًا من الشماتة والتشويه، وكأن البشر أصبحوا ملائكة لا تخطئ، يصدرون أحكامهم على غيرهم من برج الطهارة المُزيّف.

أرى كل يوم أثناء تصفحي على السوشيال ميديا، إنسان يُذبح بكلمة، ويبتسم للكاميرا كي لا يُظهر جرحه.. فلا بد أن يتدخل المتخصصون ويقدموا حلولًا! نحتاج دروسًا ناعمة في الأخلاق، وعتابًا راقيًا على مجتمع يُتخم بالكره، ويجوع للرحمة.

أنت ضحية التنمر القادم


صديقي القارئ سواء كنت أهلاوي أو زمالكاوي أو تخصص تنمر فيسبوكي، أيها العابر في ساحة التعليقات، تمهّل.. الناس لا تعرفك، ولكن الله يعرفك، الكلمة التي ترسلها ربما تبيت ليلتك في راحة، لكنها تسكن في قلب غيرك كشوكة، لا تخرج.. فلا تنزلق دون تفكير لأنك ربما تكون ضحية التنمر القادم في لحظة.

ليس ضروريًا أن تكون مشهورًا كي تُؤذى، وليس ضروريًا أن تكون مخطئًا كي تُهاجم.. كل ما في الأمر أن القلوب امتلأت بالحقد والسخرية وقصف الجبهات وتشجيع بشكل جديد لا يمت للرياضة بشيء، ونسيت أن الدنيا لا تدوم لأحد.

"مش دايمة لحد"... عبارة ختم بها زيزو رسالته، لكنها ليست مجرد كلمات. إنها الحقيقة التي ننساها في زحمة الانفعال. الشهرة لا ترفع، والشتائم لا تُصلح، والتنمر لا يغيّر الواقع.

في النهاية، إن أردنا أن نتغير، فليكن ذلك أولًا من شاشات هواتفنا، من لغتنا، من ضمائرنا.. ولنتذكّر دائمًا: "القلوب ليست صناديق قمامة نلقي فيها قذاراتنا اللفظية ونمضي، فقد يكون الذنب البسيط من وجهة نظرك بـ100 ذنب!".

صباحكم جميل، لكن أجمل إن جعلتموه جميلًا لغيركم أيضًا، فما من كاتب إلا سيفنى! ويبقي الدهر ما كتبت يداه، فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شيكابالا ينشر رسالة خاصة لـ إبراهيم سعيد بعد أزمته الأخيرة
التالى قرار في الزمالك بشأن رحيل صلاح مصدق.. وشرط لحسم صفقة جديدة