مجد الإسكواش.. لم تكن السيطرة المصرية على عالم الإسكواش وليدة الصدفة، بل جاءت بعد مجهود متواصل وكبير، وتأكيدًا لامتلاكنا مواهب ساطعة امتدت من القرن الماضى، لديها إمكانيات فنية فريدة ورائعة، وبالإضافة لجهود مؤسسات الدولة في توفير الدعم اللازم للارتقاء بالنشء، من خلال تشييد الملاعب الخاصة بالإسكواش وتوفير الأدوات الرياضية الخاصة بها.
والبداية كانت مع عبدالفتاح عمرو باشا، الذى وُلد في الرابع عشر من فبراير عام 1909 بمدينة أبو تيج، ليبدأ رحلته الدراسية في جامعة القاهرة قبل أن يسافر إلى بريطانيا لاستكمال تعليمه، ثم يصبح لاحقًا سفير مصر الأسبق في لندن.
البداية
دخل عمرو باشا عالم الإسكواش عام 1930 من أوسع أبوابه، حين شارك في بطولة بريطانيا للهواة ونجح في اقتناص اللقب ست مرات كاملة، ثم واصل إنجازاته ليحرز بطولة بريطانيا المفتوحة ست مرات أخرى، وهو ما منحه مكانة استثنائية جعلت البريطانيين يطلقون اسم "مصر" على أحد طرقاتهم، تكريمًا لبطلٍ فرض احترامه في بلاد تُقدّس معنى البطولة.
اللافت أن عبدالفتاح باشا لم يمارس الإسكواش قبل سفره، فقد كان بارعًا في رياضتي التنس والبولو، حتى إنه مثل مصر في بطولة كأس ديفيز للتنس، إلا أن موهبته الفطرية وشغفه بالمنافسة مكّنته من أن يتحول سريعًا إلى أسطورة في اللعبة الجديدة.
الدبلوماسية والرياضة
وفي تلك الفترة التاريخية، مثّل عمرو باشا بريطانيا في المنافسات الدولية، ليصبح ما بين عامي 1931 و1937 أحد أعمدة الفريق البريطاني (باستثناء عام 1934)، حتى ارتدى شارة القيادة عام 1936 ليقود المنتخب كـ كابتن للفريق، بعد أن جمع بين دبلوماسية السياسة وهيبة الرياضة.