أخبار عاجلة

القاتل الصامت| موجة الحر تنهي حياة الآلاف في القارة العجوز.. دراسة حديثة: تغير المناخ تسبب في 2300 حالة وفاة خلال عشرة أيام في 12 مدينة أوروبية كبرى

القاتل الصامت| موجة الحر تنهي حياة الآلاف في القارة العجوز.. دراسة حديثة: تغير المناخ تسبب في 2300 حالة وفاة خلال عشرة أيام في 12 مدينة أوروبية كبرى
القاتل الصامت| موجة الحر تنهي حياة الآلاف في القارة العجوز.. دراسة حديثة: تغير المناخ تسبب في 2300 حالة وفاة خلال عشرة أيام في 12 مدينة أوروبية كبرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

- دراسة حديثة: تغير المناخ تسبب في 2300 حالة وفاة خلال عشرة أيام في 12 مدينة أوروبية كبرى

- كوبرنيكوس: درجات الحرارة القياسية في البحر المتوسط جعلت من الإجهاد الحراري أكثر حدة في الدول الأوروبية 

 

تواجه قارة أوروبا صيفًا استثنائيًا تتصاعد فيه موجات الحر بوتيرة مقلقة، ما تسبب خلال أيام قليلة في وفاة الآلاف في عدد من العواصم الأوروبية، وسط تحذيرات متكررة من أن الظواهر المناخية المتطرفة باتت تهدد الصحة العامة بشكل متزايد.

أظهرت دراسة حديثة صادرة عن معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة أن الانهيار المناخي أدى إلى تضاعف عدد الوفيات خلال موجة الحر التي اجتاحت أوروبا بين 23 يونيو/حزيران و2 يوليو/تموز، متسببًا في وفاة 2300 شخص في 12 مدينة رئيسية، بينهم 1500 وفاة نُسبت مباشرة إلى الأزمة المناخية.

وأشارت الدراسة إلى أن موجة الحر الشديدة، التي وصفها الباحثون بأنها "مدمرة بهدوء"، كانت أشد وقعًا في مدن مثل ميلانو، التي سجلت أعلى عدد من الوفيات المرتبطة بالحرارة بواقع 317 حالة من أصل 499 وفاة، تلتها باريس وبرشلونة. أما في لندن، فسُجلت 273 حالة وفاة حرارية، نُسبت 171 منها إلى التأثير البشري على المناخ.

وقال مالكولم ميستري، عالم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وأحد المشاركين في الدراسة، إن "هذه الدراسة توضح لماذا تُعرف موجات الحر بالقاتل الصامت"، مضيفًا أن الوفيات القليلة المسجلة في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا لا تعكس حجم الكارثة، حيث يُتوقع وفاة آلاف آخرين بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

واعتمدت التحليلات السريعة التي أجرتها مجموعة نسب الطقس العالمية "(World Weather Attribution)"

على نماذج معتمدة رغم عدم إخضاعها بعد لمراجعة الأقران، وخلصت إلى أن ثلثي الوفيات ناتجة عن تغير المناخ.

وبيّنت النتائج أن كبار السن هم الأكثر تضررًا، إذ بلغت نسبة الوفيات المرتبطة بالمناخ بينهم 88% لمن تجاوزوا سن الـ65، وأن معظم الضحايا قضوا في المنازل أو المستشفيات بعيدًا عن التغطية الإعلامية، ما يعكس مدى "التقليل من شأن" التهديد الحقيقي للحرارة الشديدة.

من جانبه، قال بن كلارك، عالم المناخ في إمبريال كوليدج لندن والمشارك في الدراسة: "موجات الحر لا تترك دمارًا مرئيًا كحرائق الغابات أو العواصف، لكن تأثيرها خفي ومدمر. فالزيادة بدرجتين أو ثلاث درجات فقط يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت لآلاف الأشخاص".

وقد استعان الباحثون بنماذج وبائية لتقدير الوفيات في مدن أوروبية كبرى مثل باريس ولندن ومدريد وروما، مقارنةً بعالم افتراضي لم يتأثر بحرق الوقود الأحفوري أو تدمير البيئة، محذرين في الوقت ذاته من أن بيانات النماذج تعود إلى ما قبل عام 2019، قد لا يعكس مدى تأقلم السكان حاليًا مع تغير المناخ.

وأظهرت الدراسة أن بعض المدن الأوروبية سجلت ارتفاعًا في درجات الحرارة وصل إلى 4 درجات مئوية بسبب تغير المناخ، مما تسبب في 1500 حالة وفاة إضافية، وهو عدد يفوق ضحايا كوارث مناخية سابقة مثل فيضانات إسبانيا عام 2024 (224 وفاة)، وفيضانات شمال غرب أوروبا عام 2021 (243 وفاة).

كما أوضحت دراسات سابقة أن ما يقرب من 44 ألف شخص يموتون سنويًا في أوروبا نتيجة الحر، غير أن وفاة 2300 شخص بسبب موجة حر واحدة فقط في 12 مدينة تشير إلى أن صيف هذا العام قد يكون بالغ الخطورة.

وبحسب خدمة كوبرنيكوس لرصد الأرض التابعة للاتحاد الأوروبي، فقد كان شهر يونيو الماضي ثالث أكثر شهور يونيو حرارةً على مستوى العالم، وشهدت منطقة غرب البحر المتوسط موجة حر بحرية "استثنائية"، مع تسجيل متوسط حرارة سطح البحر عند 27 درجة مئوية، وهو الأعلى على الإطلاق في هذه المنطقة.

ورصدت الخدمة كذلك ارتفاعًا كبيرًا في عدد "الليالي الاستوائية الخطرة"، التي لا تقل فيها درجات الحرارة ليلًا عن 20 درجة مئوية، ما يؤثر سلبًا على راحة الناس. وسُجلت في بعض مناطق إسبانيا 24 ليلة استوائية في يونيو، بزيادة 18 ليلة عن المتوسط.

وأكدت سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس، أن "درجات الحرارة القياسية في البحر المتوسط جعلت من الإجهاد الحراري أكثر حدة في أجزاء واسعة من أوروبا"، محذرة من أن موجات الحر ستصبح "أكثر تكرارًا وشدةً وستؤثر على عدد أكبر من السكان".

وفي سياق متصل، توصل تحليل أجرته مؤسسة ميركاتور أوشن غير الربحية، المشغلة لخدمة كوبرنيكوس البحرية، إلى أن نحو ثلثي البحر المتوسط تعرض لموجات حر بحرية شديدة، وهو أكبر نطاق تم تسجيله على الإطلاق.

وقالت كارينا فون شوكمان، العالمة في مركز ميركاتور، إن ارتفاع حرارة المياه يهدد الحياة البحرية ويؤدي إلى نفوق جماعي متكرر للكائنات البحرية، محذرة من أن "تكرار الإجهاد الحراري عبر الزمن يزيد من هشاشة هذه الأنظمة البيئية".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق النشرة المرورية.. كثافات متوسطة إلى مرتفعة بمحاور القاهرة الكبرى وانتشار مكثف للخدمات
التالى قانون حماية الملكية الفكرية يجرم سرقة الأعمال الفنية ويحدد عقوبات صارمة