احتفلت مصر اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف في احتفال رسمي أقيم بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات دينية ودنيوية رفيعة المستوى، من بينهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الرئيس السيسي أن هذه الذكرى العطرة تمثل فرصة لتجديد الالتزام بقيم الصدق، والرحمة، والتسامح، وأوضح أن مصر تسعى إلى بناء منظومة أخلاقية حقيقية ترتكز على حب النبي محمد ﷺ وتراثه العظيم، مشددًا على أهمية أن تنعكس هذه القيم على كافة مناحي الحياة ومؤسسات الدولة.
وقال الرئيس:
"نحتاج إلى منظومة أخلاقية صادقة وقوية، تُسهم في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل."
تكريم الرموز الدينية وتخليد بطولة مواطن استُشهد لإنقاذ الآخرين
وشهد الحفل تكريم عدد من الرموز الدينية والعلماء البارزين من الأزهر ووزارة الأوقاف، تقديرًا لدورهم في نشر قيم الإسلام السمحة والتسامح والوسطية، وتعزيز رسائل السلام والتعايش بين أبناء الوطن.
كما تميز الاحتفال بتكريم خاص للمرحوم خالد محمد شوقي عبد العال، سائق سيارة نقل المواد البترولية، الذي استُشهد متأثرًا بإصابته إثر حادث اشتعال سيارة إمداد بنزين داخل محطة وقود بمنطقة العاشر من رمضان.
وقد منح الرئيس السيسي الشهيد نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى، تقديرًا لتضحياته الجسيمة التي جسدت أسمى معاني البطولة والتضحية والإيثار، حيث قدّم روحه فداءً لسلامة زملائه والمواطنين الموجودين في موقع الحادث.
قصيدة وإنشاد وفيلم وثائقي يضيئون الاحتفال الرسمي
تميز الاحتفال الذي نظمته الدولة بإثراء روحي وفني، حيث بدأت فعالياته بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض فيلم وثائقي بعنوان "رحمة للعالمين"، سلط الضوء على سيرة النبي محمد ﷺ وقيمه الإنسانية التي تتسم بالرحمة والعدل.
كما تخلل الحفل إلقاء قصيدة شعرية بعنوان "1500 عام في ميلاد سيدنا محمد ﷺ"، والتي عبّرت عن مدى عمق العلاقة بين الشعب المصري ونبيه الكريم، وتذكر بالتاريخ الحافل بالقيم النبيلة التي نقلها النبي للأمة.
وفي ختام الفقرات الفنية، قدمت عدة أناشيد دينية ألهبت مشاعر الحضور، مما زاد من روحانية المناسبة وأثرى الحفل بعبق التراث الإسلامي الأصيل.
