هوندا توقف تطوير سيارتها الكهربائية الجديدة وسط تراجع الطلب بأمريكا

في خطوة تعكس تغيرات واضحة في سوق السيارات الكهربائية العالمية، اتخذت شركة هوندا اليابانية قرارًا استراتيجيًا بوقف تطوير واحدة من أبرز سياراتها الكهربائية متعددة الاستخدامات، في ظل انخفاض الطلب المستمر على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا التحرك يأتي ضمن سلسلة تحولات تشهدها صناعة السيارات عالميًا، وسط تحديات الأسواق والإجراءات الحمائية الأمريكية التي تؤثر على توجهات الإنتاج لدى الشركات العالمية.

قررت شركة هوندا اليابانية إيقاف تطوير سيارتها الكهربائية الكبيرة متعددة الاستخدامات “SUV”، والتي كانت تمثل محورًا رئيسيًا ضمن استراتيجيتها للتوسع في مجال السيارات الكهربائية، وذلك بعد ملاحظة تراجع الطلب في السوق الأمريكية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “نيكي” اليابانية اليوم السبت 5 يوليو.

هذا القرار يأتي رغم توسع مبيعات سيارات هوندا الهجينة في أمريكا الشمالية خلال الفترة الماضية، مستفيدة من الحوافز الحكومية الموجهة لدعم السيارات الكهربائية والهجينة، إلا أن تراجع اهتمام المستهلكين الأمريكيين بشراء السيارات الكهربائية بالكامل أجبر الشركة على إعادة النظر في خططها.

وتشهد العلاقات التجارية بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية حالة من التوتر المتصاعد، بعد أن فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات الأجنبية، وهو ما أضاف أعباء مالية إضافية على شركات السيارات اليابانية، من بينها هوندا.

وفي سياق محاولاتها للتحايل على هذه الرسوم الجمركية وتقليل تكاليف الإنتاج، كانت تقارير صحفية قد أفادت في مارس الماضي بأن هوندا قررت نقل إنتاج الجيل الجديد من سيارتها “سيفيك هايبرد” من المكسيك إلى ولاية إنديانا الأمريكية، لتجنب الرسوم الجمركية وتحقيق استفادة أكبر من التسهيلات المقدمة للمصنعين المحليين داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم التحديات، تواصل شركات السيارات الآسيوية تعزيز حضورها في السوق الأمريكية، حيث كشف تقرير صادر عن منصة “Carpro” الأمريكية أن ست شركات آسيوية حجزت مواقعها ضمن قائمة أكبر ثمانية مصنعين من حيث حجم المبيعات في السوق الأمريكية خلال عام 2024، فيما احتلت هوندا المركز الرابع على مستوى المبيعات في السوق الأمريكية، ما يعكس استمرار قوتها التنافسية في الأسواق رغم التحديات.

يمثل قرار هوندا الأخير رسالة واضحة حول الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيات الشركات العالمية في قطاع السيارات الكهربائية، وسط تحديات السوق الأمريكي من جهة، والمتغيرات العالمية المتعلقة بسلاسل الإمداد والتوترات التجارية من جهة أخرى، فيما تبقى الأسواق العالمية مترقبة لتحركات هوندا القادمة، سواء في قطاع السيارات الكهربائية أو الهجينة، لضمان الحفاظ على حصتها السوقية في أكبر الأسواق العالمية.