سجّلت عملة البيتكوين ارتفاعًا قصير الأمد فوق مستوى 124 ألف دولار يوم 14 أغسطس محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا، مدعومًا بزيادة ملحوظة في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الفورية وتراجع التضخم في الولايات المتحدة، إضافةً إلى تنامي التوقعات بشأن خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، ويعتمد الحفاظ على هذا المستوى السعري على استمرار التدفقات الإيجابية لتلك الصناديق، إلى جانب صدور مؤشرات اقتصادية كلية داعمة في الفترة المقبلة.
مستوى تاريخي جديد فوق 124 ألف دولار
ارتفع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد متجاوزًا 124 ألف دولار، متخطّيًا ذروة يوليو التي تراوحت بين 123200 و 123500 دولار، وجاء هذا الارتفاع خلال تداولات مساء الأربعاء (13 أغسطس) في نيويورك، وسط اتساع شهية المخاطرة في الأسواق، وفق ما نقلته عدة وسائل إعلام، وأظهرت البيانات تسجيل البيتكوين خلال اليوم مستويات تراوحت بين 124 ألف و124450 دولار بحسب منصات التداول المختلفة، ليثبت بذلك تحقيق قفزة جديدة مقارنةً بأعلى مستوى له في يوليو عند 123200 دولارات، وفي السياق ذاته، واصل الإيثريوم تقدمه مقتربًا من ذروته في الدورة الحالية، مما دعم موجة صعود أوسع في سوق العملات الرقمية مدفوعة بتجدد الاهتمام المؤسسي وعوامل الاقتصاد الكلي الإيجابية.
العوامل المؤثرة على سعر البيتكوين
شهدت الولايات المتحدة تباطؤًا في التضخم مع تسجيل مؤشر أسعار المستهلك في شهر يوليو 2.7% على أساس سنوي وهو رقم جاء أقل قليلًا من التوقعات، هذا التراجع عزز رهانات الأسواق على خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر، حيث ارتفعت احتمالات الخفض إلى نحو 94% وهو عامل يُعد تاريخيًا محفزًا لإقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
وفي موازاة ذلك، واصلت صناديق البيتكوين المتداولة الفورية تسجيل تدفقات إيجابية، إذ بلغت التدفقات الصافية نحو 65.9 مليون دولار في جلسة 12 أغسطس، بقيادة صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك، وقد ساهمت هذه التدفقات في تعزيز موجة من المكاسب المتتالية لعدة أيام، وساعدت على امتصاص المعروض في ظل استمرار تراكم الأرصدة من قبل جهات الإصدار.
كما شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تسجيل مستويات قياسية جديدة بالتوازي مع صعود البيتكوين، مما عزز شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، وهو ما يرتبط عادةً بزيادة الإقبال على العملات المشفرة.
وعلى الصعيد الفني، فإن اختراق البيتكوين لقمة يوليو دفع إلى موجة شراء قوية، حيث رجّح محللون إمكانية امتداد الصعود نحو 130 ألف -125 ألف دولار في حال تمكنت الأسعار الفورية من التماسك فوق القمة السابقة وجذبت أحجام تداول إضافية.
كيف تستعد الأسواق للارتفاع؟
حتى منتصف أغسطس، واصل البيتكوين اختبار القمة السابقة لشهر يوليو، والتي تراوحت بين 123200 و123500 دولار، في ظل تحسن ملحوظ في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بعد فترة من التذبذب مطلع الشهر، وقد مهد هذا التحسن الطريق لاختراق المقاومة بصعوبة، بدعم من استمرار إيجابية بيانات الاقتصاد الكلي.
وبحسب مؤشرات متابعة التدفقات، فقد استمرت التدفقات الصافية الإيجابية على صناديق البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة لخمسة أيام متتالية، وبلغت ذروتها في 12 أغسطس عند نحو 65.9 مليون دولار، بينما سجل صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك تدفقات استثنائية وصلت إلى 111 مليون دولار في يوم واحد، في دلالة واضحة على قوة الطلب المؤسسي ومرونته.
وفي موازاة ذلك، ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى نحو 4.15 تريليون دولار خلال هذا الاختراق، مما يعكس اتساع نطاق الزخم ليشمل السوق بأكمله، وليس البيتكوين وحده.
هل تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة قوية بما يكفي للحفاظ على مستوي 124 ألف دولار؟
مع بداية موجة الارتفاع الأخيرة، تحولت التدفقات الإجمالية لصناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين الفوري بالولايات المتحدة إلى المنطقة الإيجابية، فقد أظهرت البيانات اليومية خلال الفترة من 7 إلي 11 أغسطس تسجيل صافي تدفقات تراوحت بين 106 و192 مليون دولار تلاها في 12 أغسطس تدفقات إضافية بقيمة 150 مليون دولار لدى كبار المُصدّرين، ما يعكس وجود طلب واسع النطاق، وإن كان متفاوتًا، على الاستثمار المادي عبر هذه الصناديق.
وعلى مدى أسبوع واحد فقط، بلغت التدفقات الصافية الواردة إلى صناديق البيتكوين نحو 237 مليون دولار، مؤكدة استمرار المؤسسات في ضخ سيولة إضافية رغم بعض جلسات الخروج المتقطعة في وقت سابق من الشهر، ويُظهر ذلك بوضوح أن المستثمرين المؤسسيين ما زالوا عامل دعم رئيسي لحركة السوق.
ومع ذلك، يبقى زخم التدفقات شديد الحساسية للتطورات المرتبطة بالاقتصاد الكلي ولتحركات الأسعار عند مستويات المقاومة الحرجة، وبالتالي، فإن الحفاظ على تدفقات إيجابية مستدامة يُعد عنصرًا أساسيًا لترسيخ استقرار البيتكوين الفوري فوق قممه السابقة، وضمان استمرار المسار الصعودي على المدى القريب.
خلفية الاقتصاد الكلي: التضخم والاحتياطي الفيدرالي والدولار
جاءت بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو داعمة للأسواق، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.7% على أساس سنوي وبنسبة 0.2% على أساس شهري، وقد اعتُبر هذا الارتفاع محدودًا نسبيًا، ما عزز التوقعات باتجاه أكثر حذرًا فيما يخص مسار أسعار الفائدة وفتح المجال أمام تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة سواء في أسواق الأسهم أو في الأصول الرقمية.
وأشارت بيانات بورصة شيكاغو التجارية (CME) إلى أن احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر تدور حول 90% وهو ما يعكس ثقة قوية في اقتراب تخفيف السياسة النقدية، هذا التوجه يُعد تقليديًا من أبرز العوامل المواتية لأداء العملات المشفرة، لاسيما مع ارتباطه التاريخي بتحسن أوضاع السيولة.
كما أسهم تراجع الدولار الأمريكي وتزايد الإقبال على الأصول عالية المخاطر في ترسيخ هذه الخلفية الإيجابية، مما دفع البيتكوين إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة، ويُظهر هذا الارتفاع استجابة واضحة من قِبل المستثمرين الأكثر حساسية لتطورات الاقتصاد الكلي، الذين استوعبوا هذه المعطيات كإشارة قوية على إمكانية استمرار الزخم الصعودي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
