قرّرت شركة تصنيع السيارات الألمانية دايملر تأجيل طرح سلاسل شاحنات الهيدروجين السائل؛ نتيجة تنامي عدم اليقين في أسعار الطاقة، وتراجع أعداد محطات التزود بالوقود منخفض الانبعاثات بأعلى من المتوقع، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي إعلان الشركة في إطار برنامج تقشفي ضمن خريطة طريق إستراتيجية تُدعى "2030 أقوى" (Stronger 2030) يستهدف تعزيز ربحها، ويتضمن شطب نحو 5 آلاف وظيفة في ألمانيا.
غير أن الشركة لم تقدّم أيّ أرقام سنوية بشأن التخلص من سيارات البنزين والديزل في إستراتيجيتها المعدلة.
ولطالما أكدت دايملر رغبتها بطرح مركبات جديدة حيادية الكربون في أوروبا واليابان وأميركا الشمالية، بحلول عام 2039.
كما تستهدف الشركة -الواقع مقرّها في شتوتغارت- الوصول إلى نقل حيادي الكربون بحلول أواسط القرن الحالي.
خطط إنتاج شاحنات الهيدروجين السائل
يأتي قرار دايملر بشأن تأجيل إنتاجها من سلاسل شاحنات الهيدروجين السائل جين إتش2 (GenH2) في إطار جهود إعادة الهيكلة المبذولة بوساطة الشركة لزيادة ربحها ومرونتها.
وعزت الشركة قرارها إلى تزايد عدم اليقين في أسعار الطاقة، وتناقض الدعم الحكومي وسرعات إزالة الكربون المختلفة.
وكان من المخطط البدء في إنتاج سلاسل شاحنات الهيدروجين السائل -100 شاحنة سنويًا مبدئيًا- في عام 2027، قبل تأجيل الموعد إلى أوائل الثلاثينيات من القرن الحالي.
وحصلت الشركة على ما يُقدَّر بنحو 235 مليون يورو (275 مليون دولار أميركي) من أموال دافعي الضرائب لإنتاج واختبار 100 شاحنة هيدروجين سائل.
*(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا).
وقالت الشركة: "قرارنا بتأجيل إنتاج سلاسل شاحنات الهيدروجين السائل يمكن تبريره بالتوسع البطيء في البنية التحتية للهيدروجين"، وفق بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
ومن شأن قرار دايملر أن يخفض حجم إنتاج شاحنات الهيدروجين السائل "جين إتش2"، عندما تبدأ عجلة الإنتاج في الدوران، على الرغم من أن الشركة لم تكشف عن أيّ تفاصيل تتعلق بأرقام الإنتاج السنوي الجديد.
وأضافت الشركة: "بخصوص تطوير المحرك العامل بالهيدروجين، تركّز الشركة على أوروبا، ومع ذلك فإن وتيرة التقدم المُحرَز في بناء محطات التزود بالهيدروجين كانت أبطأ بكثير من المتوقع".
وتابعت: "ولذا فإن دايملر تؤجّل عمليات تصنيع خلال الوقود الكبيرة وإنتاج سلاسل شاحنات الهيدروجين السائل إلى أوائل الثلاثينيات".

شاحنات "جين إتش2"
تلقّت شركة تصنيع السيارات تمويلًا حكوميًا في ألمانيا بقيمة 275 مليون دولار أميركي لصالح مشروع إنتاج شاحنات الهيدروجين السائل، الذي أكدت المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- أنه يصبّ في مصلحة أوروبا المشتركة.
وستؤدي استراتيجية إعادة تنظيم شركة دايملر -أيضًا- إلى شطب 5000 وظيفة في ألمانيا بحلول عام 2030، وقالت الشركة، إن هذا سينفَّذ "بطريقة مسؤولة اجتماعيًا" عبر التقاعد الجزئي ومدفوعات نهاية الخدمة، إذا لزم الأمر.
وتركّز الشركة -المملوكة بحصّة الأغلبية من قِبل مواطنتها مرسيدس- على تعزيز الربح في أوروبا حاليًا.
وفي عام 2024، سجلت دايملر عائدات معدلة على المبيعات نسبتها 8.9%، وتستهدف الآن مبيعات بأكثر من 12% بحلول عام 2030.
دايملر تصنع "ثقافة أداء"
قال الرئيس التنفيذي لشركة دايملر كارين رادستروم: "لدينا الإستراتيجية، ونحن نصنع ثقافة أداء لتحقيق هذا الطموح، وإذا فعلنا ذلك، سنتمكن من تعزيز ربحنا بأكثر من 12% على عائدات المبيعات بحلول 2030".
وفي إطار الاستراتيجية الجديدة، تدرس شركة دايلمر تراك (Daimler Truck) الاستعانة بمصادر خارجية لإنتاج الشاحنات الكهربائية، وتستثمر الشركة "بشكل أكبر" في منصة الديزل الخاصة بها.
ويحتوي الهيدروجين السائل على نحو 3 أضعاف الطاقة لكل لتر من الهيدروجين المضغوط عند 350 بار -الضغط المعتاد للشاحنات في محطات التزود بالوقود-.
وبناءً عليه، يمكن لشاحنة تعمل بالهيدروجين السائل نظريًا السفر 3 أضعاف المسافة على حجم الخزان نفسه؛ ما يجعلها أكثر جاذبية لشركات الشحن البري، لا سيما بالمقارنة مع المركبات الكهربائية.
وقد أثبتت شاحنات الهيدروجين السائل "جين إتش2" -على سبيل المثال- إمكان قيادتها لمسافة تزيد على ألف كيلومتر بخزّان واحد يزن 40 كيلوغرامًا.
ومع ذلك يمكن الاحتفاظ بالهيدروجين السائل عند درجات حرارة منخفضة للغاية تقلّ عن سالب 253 درجة مئوية، ومع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، سيبدأ الهيدروجين السائل عند حوافّ الخزانات في التحول إلى غاز.
وتجب إعادة تسييل هذا الغاز المغلي أو تنفيسه إلى الجو منعًا لبناء ضغط يمكن أن يتسبب بانفجار الخزان وانطلاق انبعاثات غازات الدفيئة، أو أنظمة تخزين معقّدة باهظة التكلفة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.دايملر تتأثر بـأسعار الطاقة المتقلبة، من موقع "هيدروجين إنسايت"