يعود مصنع الحديد والصلب بحلوان إلى دائرة الضوء بعد سنوات من التوقف والتصفية، وهذا المصنع، الذي تأسس عام 1954 كأحد رواد الصناعة الثقيلة في المنطقة، يستعد اليوم لكتابة فصل جديد في مسيرته، مدعومًا بخطط حكومية طموحة تهدف إلى إعادة تشغيله بشكل جزئي وتحويله إلى مجمع صناعي متكامل.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل خطة إعادة التشغيل ، والتي تأتي في سياق استراتيجية وطنية لتعزيز الصناعة المصرية ودعم الاقتصاد الوطني.
من الريادة إلى التصفية
وتأسست شركة الحديد والصلب المصرية بحلوان عام 1954، لتكون ركيزة أساسية في دعم الصناعة الوطنية، حيث ساهمت في إنتاج الحديد والصلب لتلبية احتياجات السوق المحلي ودعم مشروعات البنية التحتية.
ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات اقتصادية وتشغيلية كبيرة، أدت إلى تراكم خسائر وصلت إلى حوالي 8.5 مليار جنيه بحلول يونيو 2019، مع مديونيات مماثلة، مما دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار التصفية في يناير 2020.
وفي نهاية عام 2024، تم تمديد فترة التصفية لعام إضافي بدءًا من يناير 2025، لإتمام إجراءات بيع الأصول واستغلال الأراضي.
خطة إعادة التشغيل
وكشف الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، عن دراسات جارية لإعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب بحلوان بشكل جزئي، بعد توقف دام خمس سنوات.
وتتضمن الخطة إعادة تشغيل وحدة الصب المستمر في "مصنع 7" التابع للمجمع، مع إضافة فرن جديد، وهي وحدة تكتسب أهميتها من كونها الوحيدة من نوعها في مصر حاليًا.
كما تشمل الخطة إنشاء وحدة جديدة لإنتاج أعواد وبلاطات الصلب (البليت)، مع الاستفادة من خام الحديد المصري المتوفر في الواحات بعد إجراء عمليات التركيز الصناعي اللازمة.
والخطة لا تقتصر على إعادة إحياء إنتاج الحديد والصلب، بل تمتد إلى استغلال الأراضي الشاسعة التي تملكها الشركة، والتي تبلغ حوالي 3 آلاف فدان.
ووفقًا لتصريحات الوزير، سيتم تخصيص 300 فدان لإقامة مصنع حديد جديد، بينما ستحول باقي المساحات إلى مشروعات صناعية متنوعة، تشمل صناعات المنسوجات والملابس الجاهزة، والصناعات الغذائية، والأدوية، وبعض الصناعات البتروكيماوية.
كما يدرس تخصيص جزء صغير من الأراضي لإقامة مساكن، بهدف تحقيق التوازن بين التنمية الصناعية والسكنية.
تحويل المصنع إلى مجمع صناعي متكامل
وفي خطوة طموحة، أعلنت وزارة الصناعة عن دراسة لتحويل جزء من مصنع الحديد والصلب إلى مجمع للصناعات النسيجية، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التكامل الصناعي.
وهذا التوجه يهدف إلى تقليل الاعتماد على استيراد مستلزمات الإنتاج، وتعزيز تنافسية قطاع الغزل والنسيج المصري في الأسواق العالمية.
ويعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية أوسع للتوسع في الصناعات غير كثيفة الطاقة وكثيفة العمالة، مما يسهم في توفير فرص عمل في مناطق حلوان والتبين ومدينة 15 مايو، ودعم الصادرات لجلب العملة الصعبة.
وتتيح الأراضي الشاسعة والبنية التحتية القائمة فرصًا استثمارية واعدة، خاصة مع التوجه نحو تنويع الأنشطة الصناعية.
رؤية استراتيجية للاقتصاد الوطني
وتأتي خطة إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب ضمن رؤية حكومية شاملة تهدف إلى إحياء الصناعات الوطنية الكبرى وتحقيق التوازن بين الصناعات الثقيلة والخفيفة.
وتشمل هذه الرؤية إعادة تشغيل مصانع متعثرة أخرى، مثل مصنع النصر للمسبوكات وشركة النصر للسيارات، التي عادت للإنتاج مؤخرًا.
كما تستهدف الوزارة توطين صناعات مثل الكتان والأسمدة، لتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية وزيادة الصادرات.
وإعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب بحلوان ليست مجرد خطوة لإحياء منشأة صناعية، بل هي جزء من رؤية اقتصادية متكاملة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المصري، وتوفير فرص العمل، ودعم الصادرات.
ومع التركيز على استغلال الموارد المحلية وتنويع الأنشطة الصناعية، يبدو المستقبل واعدًا لهذا المشروع الطموح.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
