التنسيق , في واقعة أثارت جدلاً واسعًا وتعاطفًا كبيرًا، فوجئت الطالبة عائشة أحمد، إحدى طالبات مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM)، بتغيير ترتيب رغباتها على موقع التنسيق الإلكتروني، حيث اكتشفت أن رغبتها الأولى “كلية الطب” تم حذفها، وتم تسجيلها بدلًا من ذلك في “كلية العلوم”، الأمر الذي هز ثقتها في النظام وأثار قلق أسرتها على مستقبلها الدراسي.
وخلال مداخلة هاتفية مع قناة “إكسترا نيوز”، أكد الدكتور جودة غانم، المشرف العام على التنسيق بوزارة التعليم العالي، أن الوزارة على علم بالواقعة، وأن حق الطالبة لن يضيع رغم ما وصفه بـ”الخطأ الشخصي” المتمثل في إفشاء الرقم السري.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن إحدى زميلات الطالبة قامت باستخدام الرقم السري الخاص بها، والدخول على حسابها في الموقع وتعديل الرغبات دون علمها، مستغلة الحصول على الرقم من استمارة الثانوية العامة.

التنسيق تحذر من مشاركة الرقم السري.. وخطورة التهاون
شدد الدكتور جودة غانم على أهمية الحفاظ على سرية الرقم السري الخاص بالتنسيق، مؤكدًا أنه يمثل الأداة الوحيدة التي تتيح الدخول وتعديل البيانات على الموقع الرسمي. وأوضح أن هذا الرقم حق أصيل للطالب وولي أمره فقط، وأي إفشاء له قد يؤدي إلى تلاعب بمستقبل الطالب الدراسي.
وأضاف أن وزارة التعليم العالي تنبه دومًا على ضرورة عدم إعطاء الرقم السري لأي زميل أو شخص غريب، مشيرًا إلى أن حالات مشابهة قد تقع نتيجة التهاون في هذا الأمر، لكن الوزارة مستعدة دائمًا للتدخل عند وجود شبهات تلاعب أو اختراق.
رغم أن الطالبة أخطأت بإفشاء الرقم، فقد أكد المشرف العام أن الوزارة لن تتخلى عنها، وقد تم رفع الواقعة إلى الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، الذي وجّه بسرعة التعامل مع الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

بلاغ رسمي وتحقيقات قانونية مستمرة
من جانبه، حرر والد الطالبة محضرًا رسميًا في قسم شرطة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ضد الطالبة المتهمة باختراق الحساب وتعديل البيانات، واصفًا ما حدث بأنه “جريمة مكتملة الأركان” تهدد مستقبل ابنته.
وقد بدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتهمة، خاصة أن القانون المصري يُجرّم الدخول غير المشروع على المواقع الإلكترونية والتلاعب بالبيانات الشخصية.
الواقعة لاقت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول كثيرون استغاثة أسرة الطالبة، معبرين عن تضامنهم معها، ومطالبين بضرورة معاقبة المتسببة وإعادة تنسيق الطالبة بناءً على رغباتها الأصلية.

الوزارة تتحرك لحماية الطلاب ومستقبلهم
أكدت وزارة التعليم العالي أن ما حدث للطالبة عائشة أحمد لن يمر مرور الكرام، وأنه سيتم تصحيح الوضع بما يضمن العدالة، خاصة أن الحادثة تمس نزاهة النظام الإلكتروني للتنسيق. كما أكدت أن كل طالب عليه مسؤولية الحفاظ على بياناته، داعية الطلاب إلى التحلي بالحرص وعدم مشاركة بياناتهم الشخصية حتى مع أقرب الزملاء.
وتبقى هذه الواقعة مثالاً على أهمية الوعي الرقمي، والمسؤولية الفردية في الحفاظ على المستقبل التعليمي في ظل التطورات التكنولوجية والاعتماد المتزايد على المنصات الإلكترونية.