في خطوة تعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية رائدة في قطاع الطاقة المتجددة، تخطط شركة "ستيت غريد كوربوريشن الصينية" (State Grid Corporation of China)، إحدى أكبر شركات الطاقة في العالم، لضخ استثمارات بقيمة 500 مليون دولار في مشروعين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مصر.
وتأتي هذه الاستثمارات لتؤكد الشراكة الاقتصادية المتينة بين مصر والصين، ولتدعم طموحات مصر في تحقيق أهدافها الطاقية المستدامة بحلول عام 2030.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض التفاصيل الكاملة لاستثمارات الشركة الصينية في مصر.
تفاصيل المشروعين: المنيا والواحات
ويستهدف المشروعان إنتاج 900 ميجاوات من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، ويقعان في منطقتي المنيا بوسط صعيد مصر والواحات بالصحراء الغربية.
وتمثل هذه المشاريع إضافة نوعية للبنية التحتية للطاقة في مصر، حيث تسعى الحكومة إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى أكثر من 50 جيجاوات بحلول عام 2030.
وحصل المشروع على موافقة مجلس الوزراء المصري في 18 يونيو 2025، مما يعكس التزام الحكومة بتسهيل الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الاستراتيجية.
ومن المتوقع أن يساهم المشروعان في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق المستهدفة، خاصة في صعيد مصر والمناطق الصحراوية.
الثقة في السوق المصري
وتعد "ستيت غريد كوربوريشن" من الشركات الرائدة عالميًا في مجال نقل وتوزيع الكهرباء، ولها خبرة واسعة في مشاريع الطاقة المتجددة.
واختيار الشركة لمصر كوجهة استثمارية يعكس ثقتها في استقرار السوق المصري والبيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها الحكومة.
كما يتماشى هذا الاستثمار مع استراتيجية الصين العالمية لتعزيز الطاقة النظيفة، حيث تسيطر الصين على أكثر من 95% من السوق العالمية لمكونات الطاقة الشمسية مثل البولي سيليكون والألواح الشمسية.
يأتي هذا المشروع في سياق اهتمام متزايد من الشركات الصينية بالسوق المصري. فقد استقطبت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس منذ بداية 2025 حوالي 11 مشروعًا صينيًا باستثمارات إجمالية بلغت 2.3 مليار دولار، شملت قطاعات متنوعة مثل الطاقة المتجددة والصناعات المعدنية والمنسوجات.
تأثير الاستثمار على الاقتصاد المصري
ومن المتوقع أن يكون لهذا الاستثمار تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري، حيث أولاً، سيساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يدعم أهداف مصر في خفض انبعاثات الكربون والتحول نحو اقتصاد أخضر.
وثانيًا، سيوفر المشروعان فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، خاصة في المناطق الريفية مثل المنيا، مما يعزز التنمية المحلية.
وثالثًا، سيعمل الاستثمار على نقل التكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة الشمسية إلى مصر، مما يعزز قدرات القوى العاملة المحلية.
علاوة على ذلك، يتماشى هذا المشروع مع خطة مصر الطموحة لتوطين صناعة مكونات الطاقة المتجددة.
وقد أعلنت شركات صينية أخرى، مثل "سينجين"، عن استثمارات بقيمة 700 مليون دولار لإنشاء مصنع لزجاج الألواح الشمسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يعزز سلسلة التوريد المحلية للطاقة الشمسية.
وتتطلع مصر إلى زيادة استثمارات الطاقة المتجددة بشكل عام، حيث تستهدف جذب استثمارات بقيمة 81.6 مليار دولار في مشاريع الهيدروجين الأخضر بحلول 2035.
ومع استمرار التعاون مع شركاء دوليين مثل الصين، من المتوقع أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
ويمثل استثمار "ستيت غريد كوربوريشن" بقيمة 500 مليون دولار في الطاقة الشمسية بمصر خطوة استراتيجية تعزز من مكانة البلاد كوجهة استثمارية عالمية.
ومن خلال هذين المشروعين في المنيا والواحات، تؤكد مصر التزامها بالتحول نحو الطاقة المستدامة، وتعزز شراكتها مع الصين في قطاعات حيوية.
ومع استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية، تتجه مصر نحو مستقبل أكثر استدامة واقتصاد أقوى، مدعومًا بالطاقة النظيفة والشراكات الدولية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
