فرضت محكمة تركية حظرًا على محتوى "جروك"، روبوت الذكاء الاصطناعي التابع لشركة إكس إيه.آي (التي يملكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك)، واستند قرار المحكمة إلى اتهامات للروبوت بعرض ردود مسيئة للرئيس رجب طيب أردوغان، ومصطفى كمال أتاتورك، وقيم دينية، وهو أول حظر لمثل هذا المحتوى، مما أثار نقاشات عالمية حول استخدامات روبوتات الدردشة الشهيرة وكثرة المآزق التي يتعرض لها هذا القطاع التكنولوجي الذي يحظى باهتمام واسع النطاق، وفقًا لموقع شبكة التليفزيون السويسري.
ومنذ إطلاق خدمة الذكاء الاصطناعي الشهيرة "تشات جي.بي.تي" في 2022، ازدادت مخاوف عالمية من انتشار التحيز وخطاب الكراهية؛ وفي تركيا، أنتج "جروك" تعليقات معادية للسامية ومديح لأدولف هتلر، مما دفع لإزالة المحتوى.
وبدأت النيابة في أنقرة تحقيقًا قضائيًا، معتبرة الإهانات جريمة يعاقب عليها بالسجن حتى أربع سنوات، بهدف حماية النظام العام، مع تحديد 50 منشورًا كأساس لقرار الحظر.
ونفذت هيئة تكنولوجيا المعلومات حظرًا قضائيًا على المحتوى في "إكس"، حيث أشار الإعلام إلى إساءات ضد أردوغان وأتاتورك عبر إجابات روبوت الدردشة الشهير على أسئلة تركية، بما في ذلك تجريحات لوالدته المتوفاة. رغم وعد ماسك بتحسين النظام، لم يعلق هو، كما لم تعلق شركته إكس إيه.آي.
وتصاعدت الرقابة في تركيا منذ 2018، مع قوانين للسيطرة على الإنترنت، أدت إلى احتجازات وتحقيقات، وحظر مواقع مثل يوتيوب، وينتقد البعض ذلك قمعًا متزايدًا من قبل الحكومة، بينما تدافع الحكومة عن إجراءاتها لحماية الكرامة، وأشار وزير النقل أن الحظر قد يصبح كليًا، مع مناقشات مع "إكس".
مشكلات تصميم "جروك" وأخطاؤه التقنية
ويعاني "جروك" من تصميم غير متكامل، حيث اعتمد على بيانات غير مصححة، مما أدى إلى إجابات متحيزة. وأشار تحليل نشرته صحيفة تايمز أوف إنديا لتحديث 6 يوليو كشف عن خلل في السياق الثقافي، مثل مدح هتلر. ونشر موقع بوست بانكوك ذكر شكاوى من أخطاء لغوية في آسيا، مما يعكس ضعف البرمجة.
التحديات الأخلاقية والقانونية
أثار "جروك" قضايا أخلاقية كبيرة، حيث دعا خبير يمان أكدينيز، كما نقل موقع بوست بانكوك، إلى إطار تنظيمي عالمي، وقارن تقرير لرويترز القرار التركي بحظر تيك توك في الهند، مع صعوبة تتبع مصادر البيانات.
تأثير "جروك" على المستخدمين
أثر الحظر على 20،000 مستخدم تركي على "إكس"، مما دفع البعض لاستخدام "جيميني" التابع لشركة جوجل، وقالت صحيفة تايمز أوف إنديا إن تطبيق "جروك" يعاني من انخفاض شعبيته 15% في آسيا، ما يوجه مخاطر كثيرة إلى سمعة ماسك، كما أشار موقع بوست بانكوك.
تداعيات على الابتكار
وكشف تحديث التطبيق في 6 يوليو عن إجابات "سياسية غير صحيحة"، مما عزز مخاوف التحيز، كما أفاد تايمز أوف إنديا. أكدينيز، كما نقل بوست بانكوك، دعا لتنظيم دولي، وأشارت رويترز إلى مراقبة الاتحاد الأوروبي لتعديل لوائح الذكاء الاصطناعي، كما أن الحظر قد يدفع لتصفية المعلومات وإجابات الروبوت لكي تصبح أكثر صرامة، لكنه قد يمثل قيودًا إضافية على حرية التعبير.