أعلنت حركة حماس موافقتها على عرض جديد تقدم به الوسيطان، مصر وقطر، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، ما يمهّد الطريق نحو هدنة مؤقتة قد تتحول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة على المحادثات الجارية في القاهرة.
وأكد مصدر من داخل الحركة وفق موقع أكسيوس الإخباري، أن حماس وافقت على المقترح الجديد "دون طلب تعديلات"، مشيرًا إلى أن الرد تم تسليمه رسميًا إلى الوسطاء، وأن الفصائل الفلسطينية الأخرى أبدت هي الأخرى تأييدها للمبادرة.
ويتضمن المقترح، بحسب مصادر فلسطينية، إطلاق حماس 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا، خلال فترة الهدنة، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وسحب جزئي لقواتها من قطاع غزة إلى مواقع محددة، إلى جانب فتح المجال لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.
تنازلات متبادلة وأمل بحل شامل
ووفقًا لتسريبات من داخل المفاوضات، وافقت حماس على تعليق مطلب إطلاق سراح عناصرها المشاركين في هجوم 7 أكتوبر، ووافقت على صيغة وسط بشأن الترتيبات الميدانية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي.
وقالت مصادر إسرائيلية لقناة "12" العبرية إن المقترح يجمع بين حلول جزئية وشاملة، ويحظى بضمانات أمريكية. وأكدت أن الرد لم يصل رسميًا إلى الحكومة الإسرائيلية بعد، في وقت تمسكت فيه مصر بوجود وفد حماس في القاهرة إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.
ردود متباينة داخل إسرائيل
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات برد إيجابي من تل أبيب، أطلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تحذيرًا شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن "الرضوخ لشروط حماس سيمثل خسارة تاريخية".
وقال بن غفير: "لدينا فرصة لهزيمة حماس، وأي اتفاق جزئي دون ذلك لا يمثل تفويضًا شعبيًا"، معتبرًا أن وقف الحرب الآن سيكون بمثابة استسلام، لا تسوية.
جهود إقليمية ودولية مستمرة
من جانبه، أكد مصدر مصري رسمي أن المقترح الذي وافقت عليه حماس يفتح الطريق أمام اتفاق شامل، يتضمن تبادلًا تدريجيًا للأسرى، ووقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة شهرين، بما يسمح باستئناف مفاوضات أكثر عمقًا حول مستقبل غزة.
وأشار إلى أن المقترح يعتمد في جوهره على مبادرة أمريكية قدمها المبعوث ستيف ويتكوف، وتقضي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعتين مقابل امتيازات ميدانية وإنسانية للفلسطينيين.
ورغم شح التصريحات الرسمية من الحكومة الإسرائيلية، فإن التوقعات تشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية المتزايدة والدور النشط الذي تلعبه مصر وقطر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف.