أخبار عاجلة

مبادرة "15 مليون مصـري للذكاء الاصطناعي بالمحافظات"

مبادرة "15 مليون مصـري للذكاء الاصطناعي بالمحافظات"
مبادرة "15 مليون مصـري للذكاء الاصطناعي بالمحافظات"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمتلك مصر استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي 2025 – 2030 تتضمن ستة محاور مهمة هي "الحوكمة – التكنولوجيا – البيانات – البنية التحتية – النظام البيئي – المهارات"، ولكن حتي الآن لم نشاهد تلك المحاور بشكل فعال على أرض الواقع وهو دور المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي المسئول عن متابعة وتنفيذ الاستراتيجية.

وطبقًا لقرار رئيس الحكومة الصادر فى 24 نوفمبر 2019 بإنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي تحت رقم 2889، فى المادة الثالثة الفقرة الرابعة "أن يقوم المجلس بأعمال التدريب وعقد الندوات والبرامج الخاصة بنشر الوعي القومي بمجالات الذكاء الاصطناعي".

وبناءً عليه فإن المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي مسئول عن محو أمية الذكاء الاصطناعي فى مصر ونشر ثقافته بين المواطنين وتزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لفهم مبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته فى الحياة اليومية.

ومن هنا ولأهمية محو أمية الذكاء الاصطناعي فى مصر نطرح المبادرة الآتية: 

15 مليون مصرى للذكاء الاصطناعي بالمحافظات 

لماذا لا يطلق مجلس الوزراء مبادرة "15 مليون مصري للذكاء الاصطناعي بالمحافظات" تحت إشرافه ومتابعة من المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي على أن يتم تنظيم تدريب للمواطنين بالمحافظات والقاهرة والإسكندرية، وتكون البداية بأن يقوم المواطنون بتسجيل أنفسهم عبر موقع للمبادرة ويتم اختيار نسب عادلة من كل محافظة وتدريبهم فى محافظاتهم بشكل فعال نظريًا وعلميًا ويكون هؤلاء نواة فى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وخفض أمية الذكاء الاصطناعي فى مصر؟!.

ومن هنا نؤكد على أن إطلاق المبادرات الوطنية لرفع الوعي بالذكاء الاصطناعي فى محافظات مصر ونشر ثقافته وتدريب المواطنين، يدفعنا لإعادة طرح ما سبق أن نشرته فى عدة مقالات منشورة عبر موقع "البوابة نيوز" بضرورة إنشاء "معهد تدريب المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي" يكون مسئولًا عن البرامج التدريبية لكل الوزارات والهيئات الحكومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وله أفرع بالمحافظات لتدريب المواطنين.

 إن إنشاء مركز أو معهد للذكاء الاصطناعي سيساعد في تنفيذ الرسالة والرؤية التدريبية التي تسعي إليها مصر فى استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2025 – 2030 وما بعدها، ويكون هذا المعهد التدريبي على غرار مركز تدريب سقارة التابع لوزارة التنمية المحلية والذي يشرف على التدريب والبرامج لتأهيل الكوادر الإدارية في المحليات.

وتمتلك مصر الآلاف من الكوادر من خريجي كليات الذكاء الاصطناعي. وطبقًا لتقرير صادر عن وزارة التعليم العالي تتواجد فى مصر 92 كلية ذكاء اصطناعي وحاسبات ومعلومات على مستوي الجمهورية، وهو رقم كبير ومهم جدًا وهي كوادر يمكن استغلال طاقاتهم فى تدريب المواطنين على مستوى الجمهورية مع أساتذة متخصصين فى مجال الذكاء الاصطناعي تحت إشراف المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي.

وبعد.. إن عقد رئيس الجمهورية لاجتماع مهم مساء الأحد الماضي 17 أغسطس مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتأكيد الرئيس خلال الاجتماع على ضرورة وضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على البحث والتطوير والتدريب، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتعظيم الاستفادة منها، هو أكبر دليل على اهتمام الدولة المصرية ورئيسها بالجمهورية الجديدة على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر وفعال بملف الذكاء الاصطناعي.

كما أكد الرئيس خلال هذا الاجتماع على دعم الدولة الكامل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشددًا على أهمية إطلاق المبادرات وإنشاء مراكز متخصصة لإعداد كوادر مؤهلة، مع ضرورة الالتزام بالموضوعية التامة في اختيار أفضل العناصر وتوفير تدريب عالي المستوى لها.

إن توجيهات رئيس الجمهورية المهمة جدًا لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات تؤكد مطالبنا على مدار أسابيع طويلة بأن الاهتمام بملف الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وحقيقي الآن وليس غدًا هو أمر لا تهاون فيه من أجل مستقبل بلادنا فى كل المجالات والتنمية المستدامة للأجيال القادمة.

أخيرًا، مصر تحتاج الكثير فى ملف الذكاء الاصطناعي الذى يحتاج إلى تفرغ تام فى الوقت الذي يرأس وزير الاتصالات المجلس الوطني للذكاء الاصطتاعي وهو مشغول بملفات كثيرة داخل وزارته فى حين يحتاج ملف الذكاء الاصنطاعي جهة متفرغة له فقط دون غيره.. وهو ما يدفعني لإعادة طرح اقتراح سبق أن قدمته وهو دراسة فكرة إنشاء وزارة دولة للذكاء الاصطناعي بحيث يكون المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي تحت إشرافها وتكون هذه الوزارة متفرغة تمامًا لهذا الملف فقط.

فى النهاية، كل وقت يمر دون أن نتحرك فى ملف الذكاء الاصطناعي بشكل قوي وفعال سواء فى تدريب المواطنين أو إعداد وإصدار قانون الذكاء الاصطناعي وتفعيل أكبر لبروتوكولات حوكمة الذكاء الاصطناعي وتفعيل حقيقي لتدريس مادة الذكاء الاصطناعي "علميًا ونظريًا" للطلاب بجميع المراحل التعليمية.. سوف يجعلنا فى المستقبل نندم كثيرًا بعد فوات الأوان.

 

*باحث فى مجال الذكاء الاصطناعي 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "لهذا السبب" مساعد وزير التعليم العالي للمشروعات القومية يزور جامعة أسيوط التكنولوجية اليوم
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة