أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي بات قريبًا من التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي مع الولايات المتحدة، في إطار مفاوضات تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، تتضمن تعريفات جمركية متبادلة بمعدل 10% على السلع الصناعية، وهو معدل يفوق ما تضمنه الاتفاق التجاري بين واشنطن والمملكة المتحدة.
ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن المفاوضين الأوروبيين مستعدون لتوقيع اتفاق "إطاري" مؤقت مع الجانب الأمريكي، بهدف تهدئة التوترات التجارية المتصاعدة، وتثبيت رسوم جمركية محددة بشكل متبادل، بينما تتواصل المفاوضات حول بنود أوسع وأكثر تعقيدًا تتعلق بالتبادل التجاري، والمنتجات الزراعية، والخدمات المالية.
تفاصيل الاتفاق المقترح
التعريفة الجمركية الأساسية في الاتفاق المرتقب تصل إلى 10% على معظم السلع الصناعية، وهي نسبة أعلى من تلك المتفق عليها بين الولايات المتحدة وبريطانيا، التي تراوحت بين 3% و6%.
الاتفاق يُصنف كـ"إطاري" ومؤقت، أي أنه لا يشمل اتفاقًا نهائيًا شاملاً، بل يمثل مرحلة انتقالية لتجنب فرض رسوم أحادية الجانب.
المفاوضات مستمرة خلف الكواليس لتوسيع نطاق الاتفاق ليشمل مجالات استراتيجية مثل الزراعة والتكنولوجيا النظيفة والسيارات.
رسالة أوروبية: الواقعية قبل الأيديولوجيا
يرى مراقبون أن الخطوة الأوروبية تعكس تحولًا تكتيكيًا في نهج بروكسل، إذ باتت تسعى إلى تحييد النزعة الحمائية التي يُعرف بها ترامب، وتجنب الدخول في حرب تجارية شاملة، خاصة في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي والركود الصناعي في عدد من الدول الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا.
كما يشير محللون إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى، من خلال هذا الاتفاق المؤقت، إلى حماية مكانته في السوق الأمريكية، وضمان استمرار تدفق السلع الأوروبية دون عوائق، خصوصًا في ظل التهديدات المتكررة من واشنطن بفرض رسوم استيراد جديدة على قطاع السيارات الأوروبي.
الخلفية والسياق
تأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين أوروبا والولايات المتحدة على خلفية ملف التجارة والطاقة والدفاع، ومع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، والتي قد تعيد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يدفع الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة "التحصين المسبق" من خلال اتفاقيات مرنة.
ويُذكر أن المملكة المتحدة كانت قد توصلت إلى اتفاق تجاري محدود مع إدارة ترامب السابقة عقب البريكست، تضمن تعريفات تفضيلية أقل من 6% في بعض القطاعات، ما أثار انتقادات من بروكسل آنذاك بسبب ما وصفته بـ"التمييز غير العادل".
تحليل أولي: أوروبا تنحني للعاصفة؟
القبول الأوروبي بتعريفات جمركية مرتفعة نسبيًا قد يُنظر إليه كتنازل ضمني لصالح واشنطن، إلا أنه يعكس أيضًا محاولة براغماتية لحماية المصالح الاقتصادية الكبرى في فترة عالمية تتسم بالاضطراب والانعزال التجاري. وفي حال نجح الاتفاق الإطاري في تقليص التوترات، فقد يكون تمهيدًا لاتفاق أوسع نطاقًا قد يُعيد رسم خريطة العلاقات التجارية بين ضفتي الأطلسي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.