ترامب يحذر روسيا قبل قمة ألاسكا: "عواقب وخيمة" إذا لم تنهِ الحرب في أوكرانيا

قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لموسكو، ملوّحًا بـ"عواقب وخيمة للغاية" إذا لم توافق على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ورغم وصف البيت الأبيض للقمة بأنها "فرصة للاستماع"، تشير تقارير إعلامية إلى أن ترامب يسعى بجدية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، وفقًا لشبكة سي إن إن.

حوافز اقتصادية مقابل السلام

صحيفة التليجراف البريطانية كشفت أن ترامب يعتزم طرح حزمة من الحوافز الاقتصادية لإقناع روسيا بإنهاء الحرب، تشمل منح موسكو امتيازات في بعض الموارد الطبيعية في ألاسكا، إضافة إلى المعادن النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.

كما تتضمن المقترحات رفع بعض العقوبات عن قطاع الطيران الروسي، في خطوة تهدف إلى تقديم منفعة اقتصادية مباشرة لموسكو. ويعمل على صياغة هذه الحزمة وزير الخزانة سكوت بيسنت وعدد من كبار المسؤولين.

الموارد الأوكرانية جوهر الصراع
تكتسب هذه الموارد أهمية استراتيجية، إذ تشير بيانات مدرسة كييف للاقتصاد إلى أن أوكرانيا تمتلك ثلث احتياطيات الليثيوم في أوروبا، و3% من المخزون العالمي. 

وتعد هذه المعادن، وعلى رأسها الليثيوم، أساسية لصناعات البطاريات والتقنيات الحديثة.

ويُذكر أن اثنين من أكبر رواسب الليثيوم الأوكرانية يقعان حاليًا في مناطق تحت السيطرة الروسية، وقد أعلن بوتين بالفعل أحقيته في هذه الموارد.

شروط أوكرانيا لأي محادثات سلام
جاءت تصريحات ترامب بعد اجتماع افتراضي مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اتُّفق خلاله على مجموعة مبادئ تحكم أي مفاوضات، أبرزها:

أن تكون أوكرانيا الطرف الوحيد المخوّل بمناقشة قضايا أراضيها.

بدء أي عملية سلام بوقف فوري لإطلاق النار.

حصول كييف على ضمانات أمنية موثوقة.

رفض منح موسكو حق النقض على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو.

استمرار وتشديد العقوبات على روسيا في حال تعثر التوصل إلى اتفاق.

لا تفاوض على الأراضي
وعلى عكس التكهنات السابقة، أكد ترامب للقادة الأوروبيين أنه لن يساوم على الأراضي الأوكرانية، معتبرًا أن هذا القرار "يخص زيلينسكي وحده".

 الموقف لقي ترحيبًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصفه بأنه "واضح جدًا" ويحترم سيادة أوكرانيا.

عقوبات إضافية وقمة ثانية محتملة
ترامب لم يستبعد فرض عقوبات جديدة، بما فيها عقوبات ثانوية تستهدف دولًا تشتري النفط الروسي، مثل الصين، إذا فشلت المحادثات. 

وفي خطوة تعكس الجدية، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا استثنائيًا يسمح لمسؤولين روس مشمولين بالعقوبات بالسفر إلى ألاسكا لحضور القمة.

كما أشار ترامب إلى أنه في حال نجاح الاجتماع، سيعمل على عقد لقاء ثانٍ "على الفور" يجمع بوتين وزيلينسكي، مع إمكانية مشاركته شخصيًا.