كارثة الغواصة تيتان.. شهد العالم مأساة مروعة في أعماق المحيط الأطلسي، حيث فقدت الغواصة تيتان الاتصال أثناء مهمة استكشافية. الحادث انتهى بانفجار تحت ضغط الأعماق، مما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها.
التحقيقات أشارت إلى أن هذه الكارثة كانت ممكنة التجنب، لكن أحد الضحايا، ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “أوشن جيت”، لعب دورًا في تسريعها بطريقة غير مباشرة. فما الذي حدث بالضبط؟
التحقيقات الرسمية بحادث الغواصة تيتان
وفقًا للتحقيقات الرسمية، تبين أن ستوكتون راش كان يدير الشركة بنهج سلطوي صارم. كان يتعامل مع فريقه بأسلوب متعنت؛ إذ اعتاد الاستهزاء بهم وتهديدهم بالفصل عندما يعبرون عن مخاوفهم بشأن قضايا تتعلق بسلامة العمليات.
انفجار الغواصة تيتان
تشير التحقيقات والأدلة المتعلقة بانفجار الغواصة تيتان إلى أن الثقافة السائدة داخل الشركة لعبت دورًا كبيرًا في وقوع الكارثة. وقد كشف تحليل الحادثة أن الشركة تعمدت تضليل الجهات الرقابية، مستغلة سمعتها العلمية كغطاء لتجاوز التدقيق والإجراءات القانونية، حيث قللت من الالتزام بالمعايير الهندسية وزورت بيانات حيوية تتعلق بالسلامة.
تأثرت الغواصة بضرر إضافي نتيجة تخزينها في الهواء الطلق خلال الشتاء الكندي لعام 2023، مما عرض هيكلها الخارجي لدورات متكررة من التجمد والذوبان، ما أدى إلى تدهور حالتها الهيكلية.
اتهامات جنائية بسبب الإهمال
لو كان ستوكتون راش قد نجا من الحادث، لكان من المحتمل أن يواجه اتهامات جنائية بسبب الإهمال. من بين الضحايا الآخرين الذين فقدوا حياتهم كان المستكشف الفرنسي بول-هنري نارغوليه، ورجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، والبريطاني الباكستاني شاهزاده داوود مع ابنه سليمان البالغ من العمر 19 عامًا.
ضرورة محاسبة المسؤولين
صرّحت عائلة شاهزاده داوود أن التقرير لا يغير من حجم المأساة التي عاشوها، مشددين على ضرورة محاسبة المسؤولين وتعديل القوانين لتجنب حوادث مشابهة في المستقبل. كما أعربوا عن أملهم بأن يسهم إرث أحبائهم في تحقيق تغييرات تنقذ المزيد من الأرواح.
على الجانب الآخر، رفعت عائلة نارغوليه دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بإخفاء معلومات مهمة حول تاريخ الغواصة وصلابتها الهيكلية. وقد طالبوا بتعويض مالي يزيد عن 50 مليون دولار نتيجة الأضرار التي لحقت بهم.
