ضمنت تقنية جديدة لخلايا البطاريات، صفقة استحواذ على شركة مفلسة سويدية، رغم إعلان إفلاسها رسميًا، وديونها التي تقارب 10 مليارات دولار.
وقال المدير التنفيذي السابق لشركة نورثفولت السويدية ماثياس أرلث، في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة 8 أغسطس/آب 2025، إن مصنع بطاريات مدينة سكيلفتيا السويدية كان ينتج خلايا البطاريات عالية الجودة قبل توقف العمليات، وهو العنصر الرئيس الذي ضمن وجود صفقة بيع الأصول تلك، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويوم الخميس 7 أغسطس/آب 2025، أعلنت شركة "ليتن" الأميركية، وهي شركة ناشئة للبطاريات، الاتفاق على شراء أصول نورثفولت السويدية؛ منها المصنع الرئيس ومركز البحث والتطوير التابع في السويد، إضافة إلى مصنع عملاق مخطط له في ألمانيا، وأصول أخرى.
وكان يُنظر إلى شركة نورثفولت السويدية قبل تعثرها المالي ووصولها إلى مرحلة إعلان الإفلاس، بوصفها قاطرة أوروبا، التي يمكن أن تكسر بها الهيمنة الصينية في مجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
تقنية خلايا البطاريات ومهارة موظفي الشركة أسباب الاستحواذ
وقّعت شركة نورثفولت السويدية للبطاريات، مستندات إعلان إفلاسها رسميًا في شهر مارس/آذار 2025، وتوقفت عن الإنتاج في يونيو/حزيران، بعد فشلها في الحصول على مشترٍ لأصولها في الوقت المناسب.
إلا أنه لم يمر شهران على ذلك، حتى نجحت الشركة في الحصول على عرض استحواذ على معظم أصولها من شركة ليتن الأميركية الناشئة للبطاريات، بفضل تطوير تقنية خلايا البطاريات عالية الجودة.
إلا أن الرئيس التنفيذي لليتن دان كوك، قال لوكالة رويترز، إن كفاءة فريق عمل نورثفولت السويدية، كان العنصر الرئيس الذي دفع شركته لشرائها، وستحتفظ بالعديد منهم بعد إتمام عملية الاستحواذ.
وأضاف أن أداء الشركة السويدية قفز بنسبة 90% في وقت أقصر من المستهدف بفضل كفاءة فريق العمل، خلال نشاطها.

وليتن، هي شركة ناشئة في وادي السيليكون تُطور خلايا الليثيوم والكبريت بوصفهما بديلًا أنظف لبطاريات الليثيوم أيون، مدعومة من شركتي ستيلانتيس، مالكة سيارات جيب، وفيديكس، وهي شركة أميركية لخدمات التوصيل.
وتسعى ليتن إلى تطبيق إستراتيجية توسعية في المناطق الصناعية، تستهدف بها تجنب الأزمات المالية التي تواجه العديد من الشركات التي تعمل في النشاط.
لذلك لم يكن الاستحواذ المُعلن الأسبوع الماضي، الأول في مشتريات أصول شركة نورثفولت السويدية؛ إذ سارعت بعرض استحواذ على مصنعها لبطاريات الليثيوم "كيوبيرغ" في منطقة خليج المكسيك، وتحويله إلى بطاريات الليثيوم كبريت، العام الماضي.
وأمام ليتن فرصة الآن لتطبيق إستراتيجية التوسع بأحد أصول نورثفولت السويدية في بولندا، وهو مصنع يمتد على مساحة 270 ألف قدم مربعة، وهو الأكبر في أوروبا المنتج لبطاريات الليثيوم كبريت، بعد عملية الاستحواذ المرتقبة.
اكتمال الاستحواذ
من المتوقع اكتمال عملية استحواذ ليتن الأميركية على أصول شركة نورثفولت للبطاريات داخل السويد نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، وخارجها في وقت لاحق.
وبانتهاء عملية الاستحواذ يُسدل الستار على أمل أوروبي كان يراود القارة العجوز لتكون نورثفولت رأس الحربة التي تواجه بها الهيمنة الصينية.
وتعجز صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا عن تجاوز مشكلاتها، في ظل إخفاق القارة في الاستقلال عن الصين التي تمدها بتلك التقنية النظيفة.
ولا يزال مصنعو بطاريات المركبات الكهربائية الأوروبيون يصارعون للبقاء أمام منافسيهم الصينيين الذين يزداد تغلغلهم في سلاسل إمدادات ذلك القطاع بدعم من منتجاتهم منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، شهدت أوروبا إلغاء خُططٍ لإنشاء 10 مصانع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية منذ عام 2018 حتى النصف الأول من هذا العام الماضي (2024).
وقال المدير التنفيذي السابق لشركة نورثفولت السويدية ماثياس أرلث، إن مصنع سكيلفتيا كان ينتج نحو 30 ألف بطارية خلايا عالية الجودة أسبوعيًا؛ قبل توقف النشاط.
وتعليقًا على جودة تلك البطاريات، قال مدير الأنشطة الجديدة في شركة "سكانيا" لصناعة الشاحنات الكهربائية غوستاف سندل، إن شركته راضية عنها، لكنه من المبكر معرفة إذا كانت ستواصل شرائها من ليتن الأميركية بعد الاستحواذ.
وأكد أمين إفلاس نورثفولت ميكل كوبو، أن كل دائني الشركة سيواجهون خسائر كبيرة، لكنه لم يذكر تفاصيل إضافية عن الديون التي تصل إلى نحو 8 مليارات دولار.
ومن أكبر الدائنين، وهم أيضًا مساهمون رئيسون لشركة نورثفولت السويدية، بنك غولدمان ساكس، إضافة إلى شركة "فولكسفاغن" الألمانية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: