بعد وضع مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.. من هو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو؟

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت الولايات المتحدة رفع قيمة المكافأة المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار، متهمة إياه بالتورط في شبكات تهريب المخدرات وتعاونه مع منظمات إجرامية عابرة للحدود، من بينها "كارتل دي لوس سوليس" و"ترين دي أراجوا" و"سينالوا".

من سائق حافلة إلى رأس السلطة

وُلد نيكولاس مادورو موروس في 23 نوفمبر 1962 في العاصمة كاراكاس. بدأ حياته المهنية كسائق حافلة، قبل أن يدخل العمل النقابي ويتدرج في المناصب السياسية، ليصبح رئيس الجمعية الوطنية عام 2005، ثم وزيرًا للخارجية بين 2006 و2012، ونائبًا للرئيس في عهد هوغو تشافيز.
بعد وفاة تشافيز في مارس 2013، تولّى مادورو رئاسة البلاد، وفاز في الانتخابات الخاصة التي جرت في أبريل من العام نفسه.

حكم مثير للجدل وأزمات متلاحقة

منذ توليه السلطة، اعتمد مادورو على القوانين الاستثنائية وواجه اتهامات متكررة بتقويض مؤسسات الدولة وتكريس الحكم الفردي. شهدت البلاد خلال عهده موجات احتجاج واسعة منذ 2014، وتفاقمت الأزمة الدستورية بعد إقصاء البرلمان المنتخب في 2015 عبر المحكمة العليا.
إعادة انتخابه في 2018 أثارت اعتراضات واسعة، فيما اعتبرت المعارضة ومعظم دول العالم أن انتخابات 2024 مزورة، معلنين دعمهم للمرشح المعارض إدموندو غونزاليس.

أزمة إنسانية وهجرة جماعية

الانهيار الاقتصادي الحاد في فنزويلا أدى إلى واحدة من أكبر موجات النزوح في العالم، إذ غادر البلاد نحو 7 ملايين مواطن، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة وغياب شبه كامل للحريات السياسية.

عزلة دولية وحلفاء محدودون

في يناير 2025، أدى مادورو اليمين لولاية ثالثة وسط حضور دبلوماسي محدود، حيث اقتصر الدعم على دول مثل الصين وروسيا، بينما رفضت معظم دول أمريكا اللاتينية وأوروبا الاعتراف بشرعيته.

شخصية مثيرة للانقسام

بين من يراه امتدادًا لسياسات تشافيز في مقاومة النفوذ الأمريكي، ومن يتهمه بإغراق فنزويلا في أسوأ أزماتها الاقتصادية والسياسية، يبقى نيكولاس مادورو واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في أمريكا اللاتينية، خاصة مع تحوّل قضيته إلى ملف أمني دولي تتصدره مكافأة أمريكية غير مسبوقة لرئيس دولة على رأس الحكم.