الجنيه الإسترليني يسجل مكاسب واسعة أمام الين والدولار

ارتفع الجنيه الإسترليني على نطاق واسع خلال تعاملات الثلاثاء، مدفوعًا بموجة من التوجه الاستثماري نحو الأسواق الأقل تأثرًا بالرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة، والتي استهدفت بشكل رئيسي واردات من دول آسيوية كبرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه، مساء الاثنين، رسائل تحذيرية إلى 14 دولة من كبار شركاء التجارة، متوعدًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على وارداتهم إلى السوق الأمريكية اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة.

وفي ظل هذا التصعيد التجاري، قفز الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.3645 دولار، ليواصل صعوده القوي منذ بداية العام ويسجل مكاسب تراكمية بلغت 9.1%، ما يجعله على أعتاب تسجيل أفضل أداء سنوي له أمام الدولار منذ عام 2017.

كما ارتفع الجنيه أمام الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 199.14 ين، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر الماضي، بينما تعافى الوون الكوري بنسبة 0.35% ليصل إلى 1863 أمام الجنيه، بعدما كان قد شهد عمليات بيع مكثفة في الجلسة السابقة.

ويرى المحللون أن بريطانيا، بصفتها الدولة الغربية الكبرى الوحيدة التي تمتلك اتفاقًا تجاريًا قائماً مع الولايات المتحدة، وإن كان محدودًا، تبدو أقل عرضة لتداعيات قرارات ترامب، مما عزز جاذبية الجنيه في الأسواق العالمية.

ورغم هذه المكاسب، لا تزال التحديات الداخلية في بريطانيا حاضرة، حيث تتعرض الحكومة لضغوط سياسية واقتصادية بعد تراجعها عن إصلاحات متعلقة بنظام الرعاية الاجتماعية، وسط تحذيرات من تجاوز وزيرة المالية رايتشل ريفز للقيود التي فرضتها على الاقتراض العام.

وحذر المحلل الاستراتيجي في "جيفريز"، موهيت كومار، من أن التوقعات لا تزال سلبية للنمو البريطاني، مؤكدًا أن أي زيادات ضريبية جديدة قد تكون ذات نتائج عكسية في هذه المرحلة.

وفي تقريرها السنوي، أفادت هيئة الميزانية البريطانية أن عجز الموازنة بلغ 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، وهو أعلى بـ4 نقاط مئوية من متوسط الدول المتقدمة. كما أشارت إلى أن عائدات السندات لأجل 10 سنوات في المملكة المتحدة وصلت إلى 4.5%، ما يجعلها ثالث أعلى تكلفة اقتراض بعد نيوزيلندا وآيسلندا.