ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة بمناسبة فض دور الانعقاد الخامس، قائلا: في لحظة تختلط فيها المشاعر النبيلة بالعزائم الصادقة، وتتجلى فيها أسمى معاني المسؤولية الممزوجة بالفخر، نصل اليوم إلى محطة ختامية في مسيرة عامٍ حافل بالعطاء والعمل الوطني الدؤوب.
وتابع: نُسدل الستار على أعمال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب، هذا الصرح الدستوري الشامخ، الذي لم يكن يومًا مجرد قاعةٍ للتداول، بل كان صوتًا حيًا للأمة المصرية، وضميرًا يقظًا لها، وحارسًا أمينًا على مصالحها وآمالها وتطلعاتها.
واستكمل: لقد مضى مجلسكم الموقر، على مدار أدوار الانعقاد المنقضية، مجسدًا قيم الوطنية الحقة، حاملًا أمانة التشريع والرقابة بكل إخلاصٍ واقتدار، مستلهمًا من تاريخ الوطن دروس التضحية، ومن حاضره روح الإصرار والمثابرة. لم يكن طريقنا مفروشًا بالورود، بل كان مملوءًا بالتحديات، تزاحمت فيه الملفات، وتشابكت فيه الأولويات، ونحسب أننا كنا على قدر ثقة الشعب، وعلى قدر اليمين الدستورية.
وأضاف: لقد حرصنا كل الحرص على أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والتيارات السياسية داخل المجلس، مؤمنين بأن التنوع السياسي مصدر قوة لا سبب ضعف، فلم نغلق بابًا في وجه المعارضة، بل سعينا جاهدين إلى إعلاء صوت الحوار والتوافق، نعمل بروح الفريق الواحد، ونتجاوز العقبات بوحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية.
وأكمل: وأغتنم هذه الفرصة لأتقدم بالشكر والتقدير للمعارضة الوطنية داخل مجلس النواب، التي أدّت دورها بمسؤولية، فكانت صوتًا نقديًا موضوعيًا، غايته الإصلاح من أجل ازدهار الوطن وتقدّمه، وقد حاولنا قدر المستطاع خلق مزيدٍ من مساحات التوافق مع الحكومة حول مشروعات القوانين، دون أن نتخلى عن دورنا الرقابي والتشريعي. لقد تصدّى مجلسكم الموقر بعزيمة صادقة لحزمة من مشروعات القوانين شديدة الحساسية، واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن، وصون حقوق المواطنين على حد سواء، وتعزيز دولة الدستور والقانون.
وزاد: ومن تحت قبة مجلس النواب، أُعرب عن خالص التقدير والامتنان للحكومة برئاسة السيد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي قاد بكل إخلاص منظومة العمل التنفيذي. لقد لمسنا من الحكومة تعاونًا صادقًا، وقنوات اتصال فاعلة، أتاحت نقاشًا جادًا ومثمرًا، وعكست حرصًا مشتركًا على تحقيق التكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأخصّ بالشكر السيد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، الذي كان ركيزةً للتفاهم، وعنوانًا للجدية في تعزيز أواصر التعاون بين المجلس وأعضاء الحكومة.
وتابع: لقد شهدت أدوار الانعقاد الخمسة الماضية تعاونًا مثمرًا وبنّاءً بين مجلسي النواب والشيوخ، واسمحوا لي أن أشيد بدور مجلس الشيوخ، وعلى رأسه السيد المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، في إثراء العملية التشريعية، وفي مقام الوفاء والعرفان، أتقدم بخالص الشكر والتقدير للسيدين وكيلي المجلس على دورهما البارز في تعزيز أداء المجلس وخدمة القضايا الوطنية.
كما أتقدم بخالص الشكر لحزب الأغلبية وممثّله السيد النائب عبد الهادي القصبي، الذي اضطلع بدورٍ محوري في تنسيق الجهود وتعزيز التفاهم تحت قبة هذا المجلس.
وأُثني بكل فخر على السادة النواب ممثلي الهيئات البرلمانية كافة، والزملاء من النواب المستقلين والمعارضة، الذين أثروا جميعًا النقاش البرلماني بالتنوع والتعدد، فكانوا شركاء أساسيين في صناعة مخرجات المجلس، تشريعية كانت أو رقابية، وأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الثناء إلى السادة رؤساء اللجان النوعية وأعضاء مكاتبها، لما قدّموه من جهد علمي وعملي جاد، أسهم في بلورة التشريعات وصياغة السياسات.
كما أشيد بكل فخر بنائبات المجلس الفضليات، اللائي أثبتن جدارةً واقتدارًا، وشكّلن صورةً مشرّفة للمرأة المصرية القادرة على العطاء في كل موقع ومسؤولية، ويسعدني أن أتقدم بتحية تقدير واعتزاز لشباب المجلس من السيدات والسادة الأعضاء، أولئك الذين حملوا طموحات جيلٍ جديد، وعبّروا عن رؤى واعدة، فكانوا صوت المستقبل وروح التجديد داخل المجلس.
واختتم: وكل الشكر والتقدير للسيد المستشار أحمد مناع، الأمين العام، الذي أدار منظومة العمل داخل الأمانة العامة للمجلس بكل حكمة، فكان عنوانًا للانضباط، ونموذجًا للقيادة الرشيدة والتنظيم الراقي.