تركيا تتحدى التضخم.. وسوق العقارات ينتعش بقوة

العقارات في تركيا – أرشيفية

في مفاجأة للأسواق، سجّلت سوق العقارات التركية قفزة قوية خلال شهر مارس 2025، متحدّية التحديات الاقتصادية المستمرة في البلاد؛ فقد أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي ارتفاعًا ملحوظًا في مبيعات المنازل بنسبة 5.1%، مُقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 110795 وحدة.

طفرة في الرهن العقاري.. هل هو طوق النجاة؟

الأكثر إثارة للدهشة هو الارتفاع الصاروخي في مبيعات العقارات الممولة عبر الرهن العقاري، والتي قفزت بنسبة 41.5% على أساس سنوي، مسجلة 18225 وحدة.

هذا الانتعاش القوي يعكس تحسنًا في الطلب المحلي، مدعومًا بتسهيلات في شروط الإقراض ببعض القطاعات، رغم استمرار شبح التضخم الذي يخيم على الاقتصاد التركي.

الأجانب يرفضون المغامرة.. نزيف في المبيعات

على الجانب الآخر من الصورة، شهدت مبيعات المنازل للأجانب تراجعًا ملحوظًا بنسبة 11.5% على أساس سنوي، لتستقر عند 574 وحدة فقط في مارس، وهو ما يمثل نحو 1.4% من إجمالي المبيعات.

ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها التقلبات الحادة في سعر صرف الليرة التركية والتغيرات المستمرة في السياسات المتعلقة بتملك الأجانب للعقارات.

روسيا وإيران وأوكرانيا.. ولاء رغم الصعاب

ورغم هذا العزوف النسبي، حافظ المواطنون الروس على صدارة قائمة المشترين الأجانب، مستحوذين على 275 وحدة سكنية، وتلاهم المشترون من إيران وأوكرانيا.

هذا يشير إلى استمرار جاذبية السوق العقارية التركية لهذه الجنسيات، خاصة في المدن الساحلية والمناطق السياحية التي لا تزال تجذب اهتمامهم.

الحكومة في مهمة إنقاذ السوق.. توازن صعب

تأتي هذه التطوّرات في وقت تسعى فيه الحكومة التركية جاهدة للحفاظ على استقرار سوق العقارات، الذي يُعد بمثابة حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني.

وتواصل أنقرة جهودها الدؤوبة لتحقيق توازن دقيق بين العرض والطلب، ومواجهة أزمة الإسكان التي تعاني منها بعض المدن الكُبرى.