الصين تتعهد بـ «القتال حتى النهاية» مع تصاعد حرب الرسوم الجمركية ضد ترامب


الثلاثاء 08 ابريل 2025 | 11:11 صباحاً

أمريكا والصين

في ظل تصاعد الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفضت الصين الانصياع لما وصفته بـ “الابتزاز” الأمريكي، مؤكدة عزمها على «القتال حتى النهاية» إذا أصرت واشنطن على التصعيد.

جاء الرد الصيني الحاد عقب تهديد ترامب برفع الرسوم الجمركية على واردات الصين إلى أكثر من 100%، كرد فعل على قرار بكين فرض رسوم “متبادلة”، أعلنتها ردًا على إجراءات واشنطن الأسبوع الماضي.

حرب الرسوم الجمركية

قالت وزارة التجارة الصينية، في بيان: «تهديد الجانب الأمريكي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين خطأ علاوة على خطأ، مما يكشف مرة أخرى طبيعة ابتزاز الجانب الأمريكي، وإذا أصرت الولايات المتحدة على أن تشق طريقها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية».

ويواجه المصنعون الصينيون، من أدوات المائدة إلى الأرضيات، ضغوطًا شديدة تهدد أرباحهم، ما يدفعهم للتفكير في نقل مصانعهم إلى الخارج والتفاوض مع عملائهم بشأن الأسعار وسط حالة من القلق بسبب أخبار الرسوم الجمركية، وفقًا لرويترز.

وفي المقابل، اقترح الاتحاد الأوروبي بدوره فرض رسوم مضادة على بضائع أمريكية كرد على تحركات ترامب، التي شملت عشرات الدول وتسببت في تقلبات حادة في الأسواق المالية، وأثارت المخاوف من احتمال دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.

وعلى الرغم من الأجواء المتوترة، أظهرت الأسواق بعض الاستقرار اليوم الثلاثاء، بعد أيام مضطربة للمستثمرين، فقد سجلت الأسهم الأوروبية (.STOXX) ارتفاعًا ملحوظًا عقب أربع جلسات من الخسائر، بينما تعافت أسعار النفط بعد موجة بيع ضخمة.

وسجل مؤشر نيكاي الياباني (.N225) ارتفاعًا بنسبة 6% اليوم، مستعيدًا بعض خسائره الحادة بعد توصل ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا إلى اتفاق لبدء محادثات تجارية.

وفي الصين، تعافت الأسهم القيادية (.CSI000300) بنسبة 1%، بعد أن تراجعت بأكثر من 7% أمس الإثنين، وسجل مؤشر هانج سنج في هونج كونج (HIS) ارتفاعًا بعد تعرضه لأسوأ يوم منذ عام 1997، حيث وصف زعيم مركز التجارة المحلي الرسوم بأنها «قاسية».

لكن الأسواق الإندونيسية لم تسلم من التأثر، إذ تراجعت الأسهم بنسبة 9%، وسجلت الروبية الإندونيسية مستوى قياسيًا منخفضًا، وتعهد البنك المركزي بالتدخل، لينضم إلى جهود عدد من البنوك المركزية العالمية لوقف الانهيارات في الأسواق.

وفي أوروبا، قال رئيس مشغل البورصة الأوروبية “يورونكست” (ENX.PA) إن الولايات المتحدة بدأت تشبه الأسواق الناشئة من حيث السلوك.

وصرّح ستيفان بوجنه: «الخوف موجود في كل مكان، والولايات المتحدة أصبحت لا يمكن التعرف عليها، وهناك شكل من أشكال الحداد، لأن الولايات المتحدة التي عرفناها كدولة مهيمنة تشبه قيم ومؤسسات أوروبا، باتت الآن تشبه سوقًا ناشئة».

وفي تفسيره لسياسة الرسوم، قال ترامب إن الضرائب الجمركية، التي تبدأ من 10% على جميع الواردات، وقد تصل إلى 50% على بعض المنتجات، تهدف إلى استعادة قاعدة صناعية أمريكية يرى أنها تراجعت بسبب عقود من تحرير التجارة.

وأضاف ترامب في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض: «إنها الفرصة الوحيدة لإعادة ضبط الطاولة. لن يكون هناك رئيس آخر مستعد لفعل ما أفعله».

أوروبا تستعد لإجراءات مضادة

في هذا السياق، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على عدد من السلع الأمريكية، منها فول الصويا والمكسرات والنقانق، بينما استُبعدت بعض السلع الأخرى كالويسكي البوربون، وفقًا لرويترز.

وأوضح مسؤولون أن بروكسل مستعدة للتفاوض على اتفاق “صفر مقابل صفر” مع إدارة ترامب.

ويأتي هذا في وقت تكافح فيه الكتلة الأوروبية، المكونة من 27 دولة، لمواجهة رسوم على السيارات والمعادن، فيما تلوح في الأفق رسوم جديدة بنسبة 20% على منتجات إضافية، كما هدد ترامب بفرض رسوم على المشروبات الكحولية الأوروبية.

من جهة أخرى، طلبت فيتنام، التي تُعد مركزًا صناعيًا منخفض التكلفة، تأجيلًا لمدة 45 يومًا للرسوم، وأعلنت استعدادها لشراء مزيد من السلع الأمريكية، بما فيها المنتجات الدفاعية والأمنية، في محاولة لإعادة التوازن التجاري.

ويحاول المستثمرون والقادة السياسيون تقييم ما إذا كانت الرسوم الجمركية الأمريكية إجراءً دائمًا أم مجرد وسيلة ضغط لتحقيق تنازلات من شركاء واشنطن التجاريين.

والتقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، مع ترامب في فلوريدا يوم الأحد الماضي لحثه على التركيز على إبرام اتفاقات تجارية لطمأنة الأسواق إلى وجود نهاية لهذه الاستراتيجية، وفقًا لصحيفة “بوليتيكو”.

وفي ظل تصاعد القلق، أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن عشرات الدول طلبت إعفاءات من الرسوم المقررة بدء تطبيقها يوم الأربعاء المقبل.

أما في وول ستريت، فقد حذر عدد من كبار المديرين من التداعيات المحتملة، إذ قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورجان، إن للرسوم عواقب دائمة سلبية، بينما شبّه مدير الصندوق ومؤيد ترامب، بيل أكمان، ما يحدث بأنه قد يقود إلى “شتاء نووي اقتصادي”.

من جهته، دعا إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، إلى تجنب فرض رسوم بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه ناشد ترامب مباشرة للتراجع عن قراره.

وفي المقابل، رفض المستشار التجاري للرئيس، بيتر نافارو، دعوة ماسك، وقلل من شأنه، قائلًا إنه مجرد «مجمع سيارات». 


أمريكا والصين

رسوم الصين الجمركية

نقلا عن الجريدة العقارية

أضف تعليق