“وارن بافيت” المستثمر الأسطوري عن الازمات: نشتري عندما يخاف الآخرون

في ظل التوترات العالمية والتقلبات الحادة التي ضربت الأسواق مع دخول عام 2025، يواصل المستثمر الأسطوري وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة “بيركشاير هاثاواي”، تجسيد فلسفته الاستثمارية الراسخة التحلي بالهدوء، وانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض، ومع بلوغه 95 عامًا، يواجه بافيت هذه المرحلة بثروة نقدية قياسية تتجاوز 334 مليار دولار، تمثل نحو 30% من إجمالي أصول شركته، وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNBC.

وارن بافيت

وعلى عكس حالة الهلع التي انتابت المستثمرين إثر فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على واردات الإلكترونيات من الصين، بما في ذلك أجهزة “أبل”، تحرّك بافيت بخطى واثقة، حيث خفّض بشكل كبير حيازات شركته في “أبل” و”بنك أوف أميركا”، متجنبًا خسائر فادحة، فيما ارتفعت أسهم “بيركشاير” بنسبة 9%.

الجدير بالذكر أن بافيت لا يؤمن بتوقيت السوق، بل يرى أن الفرص تنبع من التوتر. هذه المقاربة ظهرت بوضوح خلال الأزمات الكبرى السابقة. ففي أزمة 2008، ضخّ مليارات الدولارات في مؤسسات كبرى مثل “غولدمان ساكس” و”بنك أوف أميركا”، ليصبح “الفارس الأبيض” الذي أنقذ مؤسسات من السقوط.

وارن بافيت

وخلال جائحة كوفيد-19، امتنع في البداية عن التدخل السريع، تاركًا المجال للاحتياطي الفيدرالي الأميركي لاحتواء الانهيار. وبعد الاستقرار النسبي، قام بافيت بأكبر عملية إعادة شراء للأسهم في تاريخ شركته، بقيمة قاربت 52 مليار دولار خلال عامي 2020 و2021، معتبرًا أن شراء أسهم “بيركشاير” كان “أفضل استثمار متاح”.

منذ عقود، يتبع بافيت مبدأ التركيز على الأهداف طويلة الأجل، متجاهلًا الضوضاء اللحظية، ويؤمن بأن الأسواق تصحح نفسها دائمًا. يقول بافيت: “نشتري عندما يخاف الآخرون، ونبيع عندما يكون الجميع طماعين”.