مصر والبرازيل وسنغافورة أبرز المستفيدين.. رسوم ترامب الجمركية تفتح أبواب الفرص


الثلاثاء 08 ابريل 2025 | 02:35 مساءً

رسوم ترامب الجمركية

في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، مما أثار دهشة وقلق الشركاء التجاريين للولايات المتحدة وأربك الأسواق العالمية، بدأت تتضح معالم بعض الجهات التي قد تستفيد من هذا القرار، رغم التحديات والمخاطر التي قد تؤدي إلى ركود اقتصادي يقلص من حجم تلك المكاسب المحتملة.

الفائزين من الرسوم الجمركية الأمريكية

ففي الوقت الذي يواجه فيه حلفاء وشركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة مثل الاتحاد الأوروبي، واليابان، وكوريا الجنوبية رسومًا جمركية تصل إلى 20% أو أكثر، تلوح فرص إيجابية أمام دول مثل البرازيل، والهند، وتركيا، وكينيا، وفقًا لوكالة “رويترز”.

وتعد البرازيل من بين الدول التي تعرضت لأقل الرسوم الجمركية الأمريكية بمعدل 10% فقط، كما يُتوقع أن تستفيد من الرسوم الانتقامية الصينية التي قد تضر بصادرات المزارع الأمريكية، ونظرًا لأنها مستوردًا صافيًا للسلع الأمريكية، فإن البرازيل تجسد كيف يمكن لبعض الدول أن تجني فوائد من حرب ترامب التجارية التي تستهدف بالأساس الصين ودولاً ذات فوائض تجارية كبيرة مع واشنطن.

وجاءت مصر وتركيا وسنغافورة والمغرب من بين الدول التي قد تجد فرصًا اقتصادية جديدة، خصوصًا مع تعرض منافسين مثل بنجلاديش وفيتنام لرسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 37% و46% على التوالي، بينما تواجه الدول الأخرى رسومًا لا تتجاوز 10%، ما يمنحها ميزة نسبية.

الرسوم الجمركية على مصر وتركيا والمغرب

في هذا السياق، قال مجدي طلبة، رئيس المشروع المصري التركي المشترك T&C Garments: “لم تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على مصر وحدها، بل فرضت رسومًا أعلى بكثير على دول أخرى، وهذا يمنح مصر فرصة جيدة جدًا للنمو”، مشيرًا إلى أن المنافسين الرئيسيين لمصر في قطاع المنسوجات هم الصين وبنجلاديش وفيتنام.

أما تركيا، التي كانت قد تأثرت برسوم أمريكية على صادراتها من الحديد والألمنيوم، فتبدو الآن في وضع أفضل، ووصف وزير التجارة عمر بولات، التعريفات المفروضة على تركيا بأنها “الأفضل من بين الأسوأ”، بالنظر إلى ما تواجهه دول أخرى من معدلات أعلى بكثير.

وقد تكون المغرب من المستفيدين، بفضل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، حيث قال مسؤول حكومي سابق: “التعريفة فرصة للمغرب لجذب استثمارات أجنبية تسعى للتصدير إلى السوق الأمريكية، خاصة وأن التعريفة المفروضة لا تتجاوز 10%”، محذرًا من أن الاستثمارات الصينية الأخيرة في المغرب ومنها مشروع مصنع ضخم بقيمة 6.5 مليار دولار لشركة Gotion High Tech – قد تجذب الانتباه السلبي من واشنطن.

وفي تحذير مشابه، قال رشيد أوراز، الخبير الاقتصادي في المعهد المغربي لتحليل السياسات، إن التأثير المباشر محدود نظرًا لأن الولايات المتحدة ليست سوقًا رئيسية لصادرات المغرب، لكن صدمة الرسوم الجمركية ومخاطر الركود قد تؤثر على نمو الاقتصاد المغربي، مشيرًا إلى أن قطاعات مثل الطيران والأسمدة قد تتضرر.

الرسوم الجمركية على كينيا وسنغافورة والهند

أما كينيا التي تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، فقد تشهد تأثيرًا مزدوجًا، فبينما تأمل بعض القطاعات مثل المنسوجات في الاستفادة من تراجع المنافسة، فإن الاقتصاد الكيني سيبقى معرضًا لتبعات أوسع للحرب التجارية.

جاء هذا في الوقت الذي يسيطر فيه القلق على سنغافورة، التي سجل مؤشر “ستريتس تايمز” فيها انخفاضًا بنسبة 7.5% يوم أمس الإثنين – وهو الأكبر منذ عام 2008، وقالت سيلينا لينج، كبيرة الاقتصاديين في بنك OCBC: “رغم احتمالات جذب بعض الاستثمارات، إلا أن الدولة ستظل خاضعة لمتطلبات تصنيع محلية صارمة”.

وأضافت كبيرة الاقتصاديين في بنك OCBC: “لا وجود لفائز حقيقي إذا دخل الاقتصاد الأمريكي أو العالمي في ركود”، فيما قال الخبير الاقتصادي في “مايبانك”، تشوا هاك بن: “سنغافورة لا يمكنها أن تربح من حرب تجارية عالمية نظرًا لاعتمادها الكبير على التجارة”.

وفي الهند، التي فرض تعريفة بنسبة 26% على صادراتها، فهناك فرصة في ضعف المنافسين الآسيويين، ووفقًا لتقييم حكومي داخلي، تسعى للحصول على حصة سوقية في قطاعات الملابس والأحذية والمنسوجات، وتدرس وزارة التجارة الهندية الفرص التي قد تنشأ نتيجة هذا التغير في السياسة التجارية الأمريكية، كما تأمل الهند أيضًا بجذب استثمارات من شركات مثل Apple، خصوصًا مع احتمال نقل مصانع من الصين.

الرسوم الجمركية على أمريكا الجنوبية والمكسيك

أما في أمريكا الجنوبية، حيث تهيمن السلع الأولية مثل النحاس والحبوب على الصادرات، فتترقب البرازيل احتمالية إحياء محادثات تجارية بين كتلة “ميركوسور” والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يعزز مكانتها كمصدر بديل للولايات المتحدة، تمامًا كما حدث في الولاية الأولى لترامب، حين استفاد المزارعون البرازيليون من القيود الصينية على المزارعين الأمريكيين.

وفي المكسيك، التي كانت من أكثر الدول تعرضًا لانتقادات ترامب في فترته الرئاسية الأولى، بقيت في منأى نسبيًا عن الرسوم الجمركية الجديدة، بفضل اتفاقية التجارة USMCA، إلا أن الأصول المكسيكية لا تزال تعاني، كما أوضح جراهام ستوك، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في RBC BlueBay، مشيرًا إلى أن سياسة ترامب التجارية تمثل في النهاية عملًا ضخمًا من أعمال إيذاء النفس للاقتصاد الأمريكي.

نقلا عن الجريدة العقارية

أضف تعليق