الاربعاء 09 ابريل 2025 | 02:42 مساءً

سيارات تسلا في السعودية
أعلنت شركة تسلا، اليوم الخميس، إطلاق أولى عمليات بيع سياراتها في المملكة العربية السعودية، فاتحة بذلك فصلًا جديدًا في أحد أبرز أسواق منطقة الشرق الأوسط، وسط تحديات تتعلق بالبنية التحتية للسيارات الكهربائية في المملكة، حيث لا تزال محطات الشحن غائبة عن الطريق السريع الذي يمتد لنحو 900 كيلومتر بين الرياض ومكة المكرمة.
إطلاق سيارات تسلا في السعودية
رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة لم تتجاوز 2000 مركبة خلال العام الماضي، وفقًا لتحليل سام أبو الحسمد من Telemetry، إلا أن هذا الرقم يظل ضئيلًا مقارنة بما تحققه تسلا يوميًا، حسبما نشرت رويترز.
ومع ذلك، تمتلك السعودية خططًا واسعة النطاق للنهوض بسوق السيارات الكهربائية ضمن رؤية 2030، وهي فرصة لم تستطع تسلا استغلالها في السابق بسبب التوترات بين إيلون ماسك وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والتي بدأت عام 2018.
مع تحولات في العلاقات السياسية مؤخرًا، بات لدى ماسك مساحة لإعادة بناء روابطه مع السعودية، خاصة بعد تطور العلاقات إثر دوره البارز في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وساهمت هذه التطورات في تقليل مستوى البيروقراطية الأمريكية خلال المرحلة الأخيرة.
ومن المتوقع أيضًا أن يزور ترامب المملكة خلال الأسابيع المقبلة في أول رحلة خارجية له بعد طلبه الأخير من الرياض بضخ أكثر من تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي على مدار أربع سنوات، تشمل مشتريات عسكرية ضمن هذا الإطار.
زيارة ترامب للسعودية
يرى روبرت موجيلنيكي، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، أن العديد من رجال الأعمال يعيدون ترتيب حساباتهم مع قرب زيارة ترامب المرتقبة، وأن تسلا تسعى جاهدة لتعزيز وجودها في السوق السعودي قبل الزيارة للاستفادة من الزخم الذي ستولّده لاحقًا.
وفي ظل انخفاض الأداء وفرصة لإعادة الانطلاقة، تحتاج تسلا إلى هذه الدفعة في الوقت الحالي بعد تسجيل تراجع بنسبة 13% في مبيعاتها خلال الربع الأول من العام، ويُعد هذا الأداء هو الأضعف خلال ثلاث سنوات تقريبًا، نتيجة ردود فعل سلبية على تصرفات ماسك، ازدياد حدة المنافسة، وتأخر تحديث طراز Y.
تحديات تسلا في السوق السعودي
تواجه تسلا، مجموعة من التحديات في السوق السعودي، أبرزها قلة توفر محطات الشحن الكهربائي وظروف المناخ القاسية خلال فصل الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، مما يتسبب في تسريع استهلاك بطاريات المركبات الكهربائية.
ووفقًا لبيانات Statista وElectromaps، وصل عدد محطات الشحن في السعودية إلى 101 محطة فقط بحلول عام 2024، بالمقارنة مع 261 محطة في الإمارات، رغم قلة الكثافة السكانية هناك، كما أن معظم هذه المحطات تتركز في المدن الرئيسية، مما يصعّب التنقل عبر الطرق الصحراوية الطويلة بين المناطق.
وأشار كارلوس مونتينيجرو، المدير العام لشركة BYD في السعودية، إلى أن مشكلة الشحن تمثل التحدي الأكبر، خاصة أن السائقين في المملكة يقطعون مسافات طويلة مقارنة بمستهلكي الأسواق الأخرى، مضيفًا أن 70% من مبيعات BYD في المملكة هي لسيارات هجينة بدلًا من السيارات الكهربائية بشكل كامل.
خطط السعودية للسيارات الكهربائية
على الرغم من التحديات الراهنة، تواصل الرياض العمل على تنفيذ خططها الطموحة، حيث تستهدف أن تكون 30% من السيارات على الطرق كهربائية بحلول عام 2030، كما أطلقت شركة متخصصة في تطوير البنية التحتية للمركبات الكهربائية، بهدف زيادة عدد محطات الشحن ليصل إلى 5000 محطة بحلول نفس العام، وهو ما يمثل زيادة بمقدار خمسين ضعفًا عن الوضع الحالي.
من جهته، أشار سيث جولدشتاين، محلل الأسهم في شركة مورنينجستار، إلى أن اعتماد السيارات الكهربائية في السعودية قد يظل أقل مقارنة بالدول الرائدة مثل الصين، مؤكدًا أن التقدم سيكون واضحًا مع تحسين البنية التحتية وطرح مركبات كهربائية ذات مدى أطول وأسعار أكثر تنافسية.
نقلا عن الجريدة العقارية