السبت 12 ابريل 2025 | 03:34 مساءً

مجموعة علي بابا القابضة – أرشيفية
في ظهور علني نادر، أدلى جاك ما، الشريك المؤسس لعملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع التكنولوجيا، بتصريحات هامة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وشدد “ما”، الذي عاد تدريجيًا للظهور بعد فترة من الغياب عن المشهد العام، على ضرورة أن يظل الذكاء الاصطناعي أداة في خدمة البشرية، لا بديلًا عنها أو منافسًا لها.
وخاطب الملياردير الصيني موظفي “علي بابا” في مقر الشركة بمدينة هانغتشو، مؤكدًا أن تطوير التقنيات يجب أن يهدف إلى تحسين حياة الناس، وحماية مصادر رزقهم، وتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
وذكّر “ما”، الذي سبق له تشبيه الذكاء الاصطناعي بـ”الحب”، فريقه بأن الهدف ليس تطوير آلات تحاكي البشر، بل بناء أنظمة قادرة على فهم الإنسان والتفكير بطريقته وإنجاز المهام التي قد يعجز عنها.
وأكد “ما” أن المسؤولية الكبرى لتحقيق هذا التوازن تقع على عاتق خبراء التكنولوجيا، لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي حليفًا للبشرية ومعززًا لقدراتها، وليس منافسًا يهدد وجودها وسبل عيشها.
“علي بابا” تتجه بكامل ثقلها نحو الذكاء الاصطناعي
يأتي ظهور “ما” في وقت تحولت فيه “علي بابا” بشكل استراتيجي للتركيز بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، بعد أن بنت نجاحها الهائل على قطاع التجارة الإلكترونية في الصين، وقد أطلقت الشركة سلسلة من النماذج الرائدة تحت اسم “كوين” (Qwen)، والتي حظيت بإشادة واسعة ووضعت “علي بابا” في موقع المنافسة مع شركات رائدة مثل “أوبن إيه آي” الأمريكية و”ديب سيك” الصينية.
وكان الرئيس التنفيذي لـ”علي بابا”، إيدي وو، قد أوضح في فبراير الماضي أن “الهدف الرئيسي للشركة” أصبح تطوير الذكاء الاصطناعي العام، وهو هدف طموح يسعى إلى بناء أنظمة ذكاء اصطناعي ذات قدرات فكرية تحاكي القدرات البشرية.
وقد ساعد هذا التحول الاستراتيجي الشركة على التعافي من أزمة استمرت لسنوات، نشأت عن خلافات بين “ما” والحزب الشيوعي الصيني بشأن تنظيم القطاع الخاص، وبعد أن كان “ما” من أبرز قادة الأعمال في الصين، اختفى إلى حد كبير عن الأنظار خلال السنوات القليلة الماضية، قبل أن يعود تدريجيًا للظهور في عام 2023 بزيارات متفرقة لمنشآت “علي بابا” ومنشورات داخلية لموظفي الشركة.
دعم حكومي للقطاع الخاص
يُذكر أن “ما” حضر في فبراير الماضي اجتماعًا رفيع المستوى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى جانب عدد من رواد الأعمال البارزين الآخرين، لمناقشة التقنيات والابتكارات الجديدة، وقد اعتُبر هذا الاجتماع بمثابة إشارة قوية على دعم بكين للقطاع الخاص، الذي شهد فترة من التهميش ويُنظر إليه كعنصر أساسي في إنعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبدا أن الملياردير الصيني قد استعاد جزءًا من حضوره وبلاغته المعهودة خلال كلمته الأخيرة؛ حيث صرح قائلاً: “الهدف الرئيسي للتكنولوجيا لا يقتصر على غزو النجوم وسبر أغوار المحيطات، بل الحفاظ على جذوة الحماس والابتكار والإبداع بيننا جميعًا”.
نقلا عن الجريدة العقارية