ترأس المطران الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، قداس أحد الشعانين المعروف باسم أحد السعف، وذلك صباح اليوم في كنيسة القديس مرقس الأسقفية بمدينة منوف.
قداس أحد الشعانين
بدأ القداس بموكب الدخول، حيث حمل المطران والقساوسة وشعب الكنيسة سعف النخيل، تيمناً بذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم في مثل هذا اليوم، حين استقبله أهلها كملك منتصر وهتفوا له قائلين: “أوشعنا”، أي “خلصنا”
وقال رئيس الأساقفة في عظة القداس: كان يسوع متجهًا إلى أورشليم وهو عالمًا تمامًا ما الذي ينتظره هناك. حيث أن قرار دخول أورشليم لم يكن قرارًا بسيطًا بل كان قرارًا مصيريًا وخطيرًا. ورغم ذلك دخل السيد المسيح إلى أورشليم ليُعطي رسالة السلام والمحبة.
واستكمل: في بداية دخول المسيح لأورشليم، كان التلاميذ يعيشون مزيج من الفرح والانتظار، كلٌ منهم يتخيل مجده القادم بطريقة مختلفة؛ بطرس شعر أن تركه للصيد والمراكب لم يضع سدى، توما كان مترددًا متسائلًا عن المستقبل، ويعقوب ويوحنا ينتظران مناصب في مملكة أرضية يتصورانها. بينما كانت الجماهير تهتف “أوصنا”، والمسيح نفسه كان يبكي على المدينة، يعلم الخراب الذي سيصيبها لرفضها السلام الحقيقي.
وأضاف: في هذا الدخول المهيب، رغم الهتافات والمظاهر الاحتفالية، كان السيد المسيح مدركًا أن مملكته ليست من هذا العالم. الشعب كان يتوقع مخلصًا أرضيًا يحررهم من الرومان، والبعض كان يراه مجرد نبي أو صانع معجزات، وسط هذه المشاعر المختلطة، واصل المسيح طريقه نحو الصليب بثبات عجيب، عارفًا أن الأصوات التي تهتف له اليوم ستتحول غدًا إلى صرخات “اصلبه”.
واختتم: كان المشهد مليئًا بالوجوه المختلفة: من أُحبوا المسيح بصدق كزكا وبرتيماوس ولعازر ومريم، إلى من أبغضوه من الفريسيين والرومان. التلاميذ أيضًا كانوا تائهين بين الفرحة وسوء الفهم لطبيعة ملكوته الروحي. ومع تزايد الحشود واقترابه من أورشليم، كان يسوع يتقدم بخطى ثابتة نحو الألم، مُتممًا النبوات ومُعلنًا عن ملكوت.











نقلا عن صدي البلد