قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن هناك انقسامًا كبيرًا داخل مؤسسات الاحتلال بين المستويين السياسي والعسكري، حيث يدفع المتطرفون في الحكومة، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، باتجاه احتلال غزة وتهجير سكانها قسرًا، بينما يرفض العسكريون هذا التوجه لأنه يعني تحمل مسئولية حكم أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل قطاع مدمّر بالكامل.
وأضاف "أحمد"، في مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن التهديدات الإسرائيلية بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل لا تعدو كونها مناورة سياسية وتفاوضية مدفوعة بضغوط اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه يعارض هذا السيناريو بسبب تكلفته البشرية والاقتصادية الهائلة.
وأوضح، أن هذا السيناريو يُعد بمثابة "حرب استنزاف طويلة"، لا تملك إسرائيل القدرة على خوضها، متابعًا أن طبيعة الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على التجنيد من المدنيين لا تؤهله لخوض معارك ميدانية طويلة أو مواجهة حروب أنفاق ومدن، كما أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الانتحار والاكتئاب داخل صفوف الجنود.
وأردف خبير العلاقات الدولية: "العدوان الإسرائيلي المستمر منذ قرابة العامين لم يحقق أي من أهدافه المُعلنة؛ فلم يُحرر الرهائن، ولم يُنهِ المقاومة، بل تسبب في عزلة دولية غير مسبوقة لإسرائيل، وتراجع ثقة المجتمع الدولي بها، كما أفرز انقسامات داخلية شديدة، وشللًا سياسيًا واضحًا"، مؤكدًا أن استمرار هذا النهج العدواني يُفاقم من عزلة إسرائيل.
وأشار إلى أن الضغوط الداخلية والدولية قد تدفعها في النهاية نحو خيار "الصفقة الشاملة" لإنهاء الحرب، خاصة مع تزايد المطالب الأمريكية والغربية بوضع حد للمأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
