أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الانتماء الحقيقي للدين لا يتحقق بالشعارات، بل يبدأ بفهم الدين فهمًا سليمًا قائمًا على الرحمة والأخلاق والمبادئ العامة التي جاء بها الإسلام.
وقال خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، إن "الانتماء يعني الارتباط والتعلق، والانتماء الصحيح لدينك يعني أن تفهمه صح، تتبعه كما أمر الله، وتتحرك في حياتك من منطلق هذا الفهم الرشيد".
وأوضح أن كثيرًا ممن يرفعون راية التدين لا يفهمون الدين على حقيقته، بل يتعاملون مع الناس بغلظة وشدة ويظنون ذلك من الدين، رغم أن الإسلام جاء بالرحمة، كما في قوله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين﴾، مضيفا: "من يتعامل بغلظة ويريد أن يشقّ على الناس في عباداتهم أو يكفّرهم أو يتهمهم في نياتهم، فذلك بعيد عن التدين الصحيح".
وتابع: "الدين أمرنا بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالإكراه والعنف، والإنسان المتدين تُعرف حقيقته من خلال معاملاته وأخلاقه، لا من كثرة حفظه أو ترديده للآيات والأحاديث"، مضيفًا: "التدين ليس طريقًا للكراهية أو لسبّ الناس ولا لشتم الدولة ومؤسساتها".
وشدد على أن الدين الصحيح يأمر بحماية الوطن، ويربط بين الإيمان الحقيقي والانتماء للبلاد، لأن الأوطان هي التي تحمي الدين وتوفر للناس أمنهم وعبادتهم وكرامتهم، وقال: "لو سقطت الدولة، سقطت معها مقاصد الإسلام الخمسة: حفظ الدين، النفس، المال، العرض، والعقل".
وأشار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلى أن بعض الجماعات المتطرفة تحاول زرع فكرة مغلوطة في عقول الشباب، بأن التدين يقتضي معاداة الدولة، مؤكدًا أن "هذا خطأ فادح، فحب الوطن لا يتعارض مع الإيمان بالله، بل هو جزء من مقتضيات الدين".
وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم، رغم ما لقيه من أذى في مكة، لم يدعُ عليها أبدًا، بل ظل متعلقًا بها، وقال عند خروجه منها: "والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"، فهل هناك أبلغ من هذا في بيان أن الانتماء للوطن جزء لا يتجزأ من الدين؟".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.