ذكرت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يخفي رغبته الشديدة في الفوز بجائزة نوبل للسلام، مدفوعًا بعدة أسباب، أبرزها سعيه للحصول على مكانة عالمية، ومنافسة الرئيس السابق باراك أوباما، وربما من باب التحدي أيضًا، فغالبًا ما يطرح ترامب هذا الموضوع بنفسه.
وكتب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" قائلًا: "مهما فعلت، لن أحصل على جائزة (نوبل)". وفي فبراير الماضي، قال بحضور بنيامين نتنياهو: "أنا أستحقها، لكنهم لن يعطوني إياها أبدًا".
دعوات رسمية وترشيحات متعددة
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن "الوقت قد حان كي ينال دونالد ترامب نوبل للسلام".
وأثارت تصريحاتها ردود فعل متباينة بين الاستغراب والاستهزاء من قبل معارضي الرئيس الجمهوري، كما أشارت ليفيت إلى أن ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، أشرف على إبرام "وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام في الشهر الواحد".
وضربت أمثلة على وساطته بين الهند وباكستان، وكمبوديا وتايلاند، ومصر وإثيوبيا، ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وصربيا وكوسوفو.
كما تطرقت ليفيت إلى إيران، مشيرة إلى أن أمر ترامب بشن ضربات أمريكية على منشآت نووية، قد أسهم في تعزيز السلام العالمي. إلا أنها لم تذكر الحرب في أوكرانيا أو في غزة، وهما نزاعان تعهد الرئيس الأمريكي بحلهما بسرعة.
وأصبح ذكر جائزة نوبل العريقة وسيلة لبعض الزعماء الأجانب للتقرب من ترامب، الذي قلب النظام العالمي رأسًا على عقب.
فقد رشحت باكستان ترامب للجائزة، وكذلك فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخلال اجتماع عُقد مطلع يوليو الماضي في البيت الأبيض، سألت صحافية رؤساء ليبيريا والسنغال وموريتانيا وغينيا-بيساو والجابون عما إذا كان ترامب يستحق الجائزة.
وعند سماع الإجابات المليئة بالثناء من الزعماء الأفارقة، قال الرئيس الأمريكي: "حبذا لو كان ذلك طوال النهار".
الترشيحات والجائزة
يمكن لآلاف أو عشرات الآلاف من الأشخاص اقتراح أسماء شخصيات على اللجنة القيمة على جوائز نوبل، من بينهم برلمانيون ووزراء وبعض أساتذة الجامعات وأعضاء اللجنة أنفسهم والفائزون السابقون.
يجب تقديم الترشيحات قبل 31 يناير من كل عام، ويتم الإعلان عن الفائزين في أكتوبر، وتحديدًا في العاشر من هذا العام.
وقد قدمت أستاذة الحقوق أنات ألون-بيك اسم ترامب إلى الأعضاء الخمسة في اللجنة، موضحة لوكالة الأنباء الفرنسية أن ترامب أظهر "سلطة رائعة" و"موهبة استراتيجية" في "تعزيز السلام وضمان الإفراج عن الرهائن" المحتجزين في غزة.
وأضافت الأكاديمية التي تدرس في جامعة "كايس ويسترن ريزيرف" أنها اتخذت قرارها بصفتها "أستاذة حقوق، ولكن أيضًا مواطنة أمريكية - إسرائيلية".
منافسة مع أوباما - السياق التاريخي
يقول جاريت مارتن، المتخصص في العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، إن ترامب "مولع بصورة خاصة بالجوائز والتكريمات، وسيسعد كثيرًا بالطبع بهذا التقدير الدولي".
وأشار إلى أن ترامب "يقدم نفسه منذ الإعلان عن طموحاته الرئاسية قبل 10 أعوام على أنه الخصم الأبرز لباراك أوباما"، الذي فاز بنوبل للسلام عام 2009، وقد ظل منح الجائزة للرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق، بعد تسعة أشهر فقط من توليه الرئاسة، محط جدل.
وفي أكتوبر 2024، خلال الجزء الأخير من حملته الانتخابية الرئاسية، قال ترامب: "لو كنت أدعى أوباما، لكنت حصلت على جائزة نوبل في عشر ثوان".
وقد حصل ثلاثة رؤساء أمريكيين آخرين على الجائزة، هم تيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وجيمي كارتر. كما فاز بها هنري كيسنجر عام 1973، وهو اختيار أثار انتقادات لاذعة حينها.
تجدر الإشارة إلى أن اللائحة الكاملة لأسماء المرشحين لجائزة نوبل للسلام تظل سرية، باستثناء الإعلانات الفردية. لكن يتم الكشف عن العدد الإجمالي للمرشحين، والذي بلغ 338 مرشحًا لعام 2025.
ووفقًا لبعض مواقع المراهنات، يحتل ترامب المرتبة الثانية بعد يوليا نافالنيا، أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن.