ألقى رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لوون كوونج، كلمة تاريخية من على منبر جامعة الدول العربية، ليصبح أول رئيس فيتنامي يزور مقر الجامعة ويلقي كلمة أمام أعضائها.
وأكد رئيس فيتنام، عمق الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع فيتنام بالدول العربية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
شكر وامتنان
واستهل الرئيس كلمته بالإعراب عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ناقلًا تحيات الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي "تو لام" وقيادة وشعب فيتنام، معتبرًا زيارته لمصر والدول العربية محطة استراتيجية في مسار العلاقات المشتركة.
وأكد كوونج الرئيس الفيتنامي على تقدير بلاده للدور الرائد للجامعة العربية في ترسيخ الاستقرار وتعزيز ثقافة السلام على الصعيد الدولي، مشيدًا بالحضارة العربية العريقة وقيمها الثقافية والإنسانية التي ألهمت الأجيال في فيتنام، معتبرًا أن هذه القيم المشتركة تمثل أساسًا لتعميق التعاون الثقافي والحضاري.
3 محاور رئيسية
وتناول كوونج في خطابه ثلاثة محاور رئيسية: رؤية فيتنام للتطورات الدولية والإقليمية، أبرز ملامح تجربتها التنموية، ورؤيتها لمستقبل العلاقات مع الدول العربية.
وأكد أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب التضامن الدولي واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعيًا إلى حلول سلمية للنزاعات وخاصة في الشرق الأوسط، ومجددًا دعم بلاده لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واستعرض الرئيس التجربة التنموية الفيتنامية منذ إطلاق سياسة "دو موي" عام 1986، مشيرًا إلى تحول فيتنام من بلد فقير غذائيًا إلى أحد أبرز مصدري الأرز وعضو مؤثر في التجارة الدولية، مع الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وكشف كوونج عن أهداف بلاده للتحول إلى دولة صناعية ذات اقتصاد حديث بحلول 2030، ودولة متقدمة بحلول 2045، عبر ثلاث اختراقات استراتيجية تشمل تطوير الإطار المؤسسي، وتنمية الموارد البشرية، وبناء بنية تحتية حديثة.
وفي ما يتعلق بمستقبل العلاقات الفيتنامية العربية، طرح الرئيس خمسة محاور للتعاون تشمل: تعزيز الثقة السياسية عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى، تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، الشراكة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد الأخضر، توسيع التبادل الثقافي والشعبي، وتعزيز التعاون في المحافل الدولية، مع استعداد فيتنام للعب دور جسر بين جامعة الدول العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
واختتم الرئيس الفيتنامي كلمته بالتعبير عن تقديره العميق للعلاقات التاريخية مع العالم العربي، معربًا عن ثقته بأن هذه الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ستشهد المزيد من التقدم والازدهار لما فيه خير شعوب الجانبين.