فى إحدى حوارى جنوب الجيزة، اعتادت الحاجة "شربات" أن تفتح باب بيتها البسيط كل صباح، تستقبل أطفال الجيران بابتسامتها الهادئة وصوتها المطمئن، تردد معهم آيات القرآن وتعلمهم النطق السليم، وترشدهم بصدق الأم والناصح.
لم تكن سيدة عادية كانت وجها مألوفا لكل من مر أمام مدخل منزلها المجاور للمدرسة.
البداية
المسنة الطيبة، التى قضت عمرها فى تعليم كتاب الله، لم تتصور يوما أن أحدهم سيتسلل إلى منزلها ويضع حدا لحياتها، لا لأجل عداوة، بل بدافع السرقة، ومن طفل بالكاد تجاوز الرابعة عشرة.
ليلة كاحلة وجثة بالمنزل
فى ليلة كاحلة، لاحظ أحد أفراد العائلة أن باب بيت "شربات" مفتوح على غير العادة، طرق الباب فلم تجبه، فطلب من أحد أقاربها الحضور، وما إن دخلوا حتى انقطعت أنفاس الحى كانت الحاجة "شربات" ممددة داخل غرفتها بلا حراك، جسدها ساكن، وروحها فارقت الدنيا بعد مقاومة استبسلت فيها للدفاع عن نفسها.
التحريات كشفت أن الفاعل كان يعرفها، طفل من أبناء القرية، تسلل إلى البيت بدافع السرقة بعد أن لاحظ وجودها وحدها، لم يكن يتصور أن مقاومة خفيفة ستدفعه لارتكاب جريمة عمره، فراح يخنقها بيدين صغيرتين، ثم سرق ما خف وزنه من مشغولات ذهبية وفر هاربا.
كشف القاتل
لكن القدر لم يمهله طويلا، الشكوك حامت حوله بعدما حاول بيع الذهب فى محل مجاور، وعندما تم القبض عليه، انهار سريعًا، وأقر بكل شيء، وكأنه كان يبحث عمن يخرجه من كابوس بدأه بيده.
بداية البلاغ
تلقى ضباط مباحث مركز شرطة أيو النمرس بلاغا من غرفة النجدة بالعثور على جثة سيدة داخل شقتها، على الفور انتقل رجال الشرطة لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة سيدة وبها آثار خنق حول الرقبة.
سرقة مصوغات ذهبية
بعمل التحريات والفحص تبين وجود بعثرة فى محتويات الشقة وسرقة مصوغات ذهبية خاصة بالمجنى عليها عقب قتلها خنقا.
وتم ضبط المتهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.