في إحدى قرى مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، كانت الحياة تسير على وتيرتها الهادئة، حتى انفجر الصمت بجريمة أسرية مأساوية، لم يكن أحد يتوقع أن المهندس الزراعي الوقور، صاحب الخمسين عاما، يخفي وراء ملامحه الهادئة جريمة قتل مروعة ارتكبها في حق شريكة حياته ورفيقة دربة.
رفض وضرب وموت
في تلك الليلة المشئومة، وقعت مشادة حادة بين الزوج وزوجته، كانت كغيرها من الخلافات الزوجية التي تنتهي غالبا بالصمت أو الانسحاب، لكنها هذه المرة أخذت منحى مختلفا تماما، رفضت الزوجة إقامة زوجية، وكان ذلك الرفض كفيلاً بتحطيم كبرياء الزوج، الذي انفجرت بداخله مشاعر متراكمة من الغضب والشك والخذلان.
وفي لحظة شيطانية، استل عصا حديدية وضربها على رأسها بكل ما أوتي من قسوة ضربة واحدة أنهت حياتها، وأسقطتها جثة هامدة أمام عينيه، لا تصرخ، لا تعاتب، فقط جثة خرجت روحها.
لم يفكر كثيرا، لم يصرخ أو يبكي فقط حمل الجثة ببرود مريب إلى فناء المنزل، حفر حفرة كبيرة خلف البيت، ووارى جسد شريكة العمر تحت التراب، لكنه لم يكتف بذلك، كأنما أراد أن يخفي الحقيقة للأبد، فغطّى الحفرة بطبقة من الأسمنت، وكأن شيئا لم يكن، وبعينين جامدتين، راقب المكان ثم غادره إلى فراشه كأن الحياة ستستأنف طبيعتها.
في اليوم التالي، وقف أمام رجال الشرطة يدعي القلق، يخبرهم أن زوجته اختفت فجأة من المنزل، وأنه بحث عنها في كل مكان دون جدوى، بدا صادقا، مرتبكا، يلعب دور الزوج المكلوم بإتقان.
لكن رجال المباحث لم تغيب عنهم التفاصيل الصغيرة، روايته كانت ترتعش متضاربة ونظراته تتهرب، وتصرفاته تفضحه، فبدأت الأسئلة تزداد، والتحريات تتسع، حتى بدأت الخيوط تتشابك حوله وبتضيق الخناق على الزوج اعترف بارتكاب الجريمة تفصيليا.
تحت إشراف أمني مشدد اصطحبت النيابة العامة المتهم إلى مسرح الجريمة، وقف في ذات البقعة التي أخفى فيها جريمته، وأعاد تمثيل تفاصيلها دون مقاومة، روى كيف ضرب زوجته، وكيف أخفى جثتها، وكيف حاول تضليل العدالة، وفي لحظة صادمة، تم العثور على الجثة، مشوهة، وعليها آثار إصابة قاتلة في الرأس.
بقرار من النيابة، تم حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوم آخرين، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى دمنهور لتشريحها وبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وجار استكمال التحقيقات.
