شارك السناتور جوليو تيرزي، رئيس لجنة السياسات الأوروبية في مجلس الشيوخ الإيطالي ووزير الخارجية الإيطالي الأسبق في مؤتمر "إيران حرة 2025" المنعقد في روما، حيث قد خطابًا مفصلًا استعرض فيه قضايا بالغة الأهمية تتعلق بالنظام الإيراني، ودور المقاومة الإيرانية، مؤكداً على الحاجة الملحة لعزل النظام وتصنيف حرسه الثوري كمنظمة إرهابية.
في بداية كلمته، وصف النظام الإيراني بأنه "دولة منبوذة" منذ تأسيسه عام 1979، قائلاً إن هذا النظام يستخدم عقوبة الإعدام كأداة لقمع كل أشكال المعارضة، ويمارس الإرهاب داخليًا وخارجيًا بشكل منهجي.
معاناة الإيرانيين
وشدد تيرزي على أن الشعب الإيراني يعاني تحت هذا النظام "العبء غير المقبول واللا إنساني" المتمثل في القوانين الدينية التي فرضها الملالي، والتي تستند إلى عقيدة الموت والعنف في قمع الأنشطة السياسية والاجتماعية، مع استخدام قوات مثل حرس النظام الإيراني وشرطة الأخلاق للتعذيب والاضطهاد.
تيرزي أشار إلى مذبحة عام 1988، واصفًا إياها بأنها "فصل مظلم" في تاريخ إيران والإنسانية، حيث أعدم النظام ما لا يقل عن 30 ألفًا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق خلال شهر واحد.، معتبرًا هذا الحدث من أكبر جرائم الإعدام الجماعية التي تخلو من المحاسبة القضائية حتى اليوم، مطالبًا بتحقيق العدالة وحسم ملف هذه الجريمة.
سلط الضوء على تصاعد الإعدامات خلال الأعوام الأخيرة، موضحًا أن عدد الإعدامات بلغ حوالي 975 إعدامًا في عام 2024، ونحو 600 في النصف الأول من عام 2025 فقط. استنكر تيرزي إعدام المجاهدين بهروز إحساني ومهدي حسني، مؤكدًا أن تنفيذ هذه العقوبات تم وسط مطالبات دولية لإيقافها، لكنه وصف النظام بأنه تجاهل المجتمع الدولي وأصر على تنفيذ الإعدامات دون مراعاة أي ضغوط.
ودعا تيرزي إلى عزل النظام الإيراني بالكامل واعتباره دولة منبوذة، على أن يتم تصنيف قوات الحرس الثوري كمنظمة إرهابية دولية على غرار ما طالبت به إيطاليا لأكثر من 30 عامًا.
البرنامج النووي الإيراني
كما لفت تيرزي إلى أن استمرار النظام مرتبط ببرنامجه النووي، مشيدًا بدور المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي في الكشف عن الارتباط الكامل بين الحرس الثوري وبرنامج إيران النووي في مواقع حساسة مثل فوردو ونطنز وأصفهان.
وأكد أن هذه القضية تبرز ضرورة إدراج حرس النظام في قائمة المنظمات الإرهابية، وطرده من المجتمع الدولي وكل الأعمال التجارية مع إيران. وشدد على أن "الوقت قد حان للشجاعة والردع والاحتواء والوقاية" وأن دعم المقاومة هو الطريق الأمثل لتغيير النظام دون لجوء إلى الحرب أو الاسترضاء.
اختتم كلمته بالدعوة إلى تحرك قوي من الدول الغربية والمؤسسات الأوروبية، بعدم الاكتفاء بالتنديد، بل بتنفيذ إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية صارمة ضد النظام الإيراني، معتبراً ذلك "واجبًا أخلاقياً فوق كونه سياسيًا".