تشهد الساحة الفلسطينية والإسرائيلية تطورات متسارعة تشير إلى تحولات حاسمة في مسار الحرب الدائرة في قطاع غزة، وسط تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية والإنسانية على مختلف الأطراف.
إدخال مساعدات حيوية إلى غزة
أعلنت قناة القاهرة الإخبارية عن استعدادات مصرية لإدخال شاحنتي سولار إلى قطاع غزة، في إطار استئناف تدفق الوقود لتشغيل المرافق الحيوية، وعلى رأسها المستشفيات والمخابز. وتعد هذه الشحنة جزءًا من القافلة السادسة، التي وُصفت بأنها الأكبر منذ بدء إدخال المساعدات.
كما أكدت وزارة الصحة في غزة أنه من المقرر اليوم دخول شاحنات أدوية ومعدات طبية، بدعم من منظمة اليونيسيف، مشيرة إلى أن الأصناف الواردة بالغة الأهمية للقطاع الصحي وتلبي احتياجات عاجلة للجرحى والمرضى. ودعت الوزارة المواطنين والوجهاء إلى تأمين مسار القافلة وضمان وصولها للمستشفيات دون أي اعتراض.
توتر داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية
كشفت صحيفة معاريف عن خلافات داخل القيادة الإسرائيلية، حيث يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد جلسة نقاش طلبها رئيس الأركان إيال زامير لعرض خطط استمرار القتال في غزة. وأشارت الصحيفة إلى استنزاف كبير في صفوف الوحدات الأمامية للجيش، مع تحذيرات من أثر طويل الأمد على القوات.
وفي خطوة لافتة، ألغى زامير زيارة كانت مقررة إلى واشنطن، ما يعكس تصاعد التوتر بينه وبين الحكومة. كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر تأكيدها تزايد الإرهاق بين الجنود، وأن زامير يبحث خطة إجازات للجنود في الخطوط الأمامية.
ضغوط سياسية داخلية وخارجية على إسرائيل
صرح زعيم المعارضة يائير لابيد بأنه "لا يمكن لإسرائيل خوض حرب لا يدعمها أغلب الشعب"، في إشارة إلى تراجع الثقة الشعبية في أهداف الحرب والقيادة الحالية.
وفي سياق متصل، صرّح المندوب الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة غلعاد أردان بأنه "يجب إنهاء الحرب فورًا لإعادة المخطوفين ثم العودة للقتال لاحقًا"، داعيًا لمراجعة التكاليف السياسية المتزايدة على إسرائيل.
موقف عربي رافض للضم واستبعاد لحل بالقوة
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مسؤولًا أردنيًا رفيعًا حذر من أن أي خطوات إسرائيلية نحو ضم الضفة أو غزة ستؤدي إلى انهيار العلاقات مع الدول العربية، مشددًا على أن "غزة والضفة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية". واعتبر أن مثل هذه الخطوات تهدد بحسم مصير حل الدولتين وتغيير الواقع الإقليمي بشكل سلبي.
إشارات لانفراجة محتملة
نقل الصحفي الإسرائيلي روعي كيس عن تسجيل للمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ويتكوف أن "عدة حكومات عربية تطالب حماس بالتخلي عن سلاحها"، ما اعتبره مؤشرًا على اقتراب "نهاية الحرب".
وفي لقاء مع عائلات الأسرى، أكد ويتكوف أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على خطة لإعادة إعمار غزة، وهو ما وصفه بأنه "يعني نهاية الحرب".
الغارديان: إسرائيل تتهرب من المحاسبة
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا كشفت فيه أن إسرائيل أغلقت 88% من التحقيقات في جرائم قواتها بغزة دون نتائج، من بينها حادثة قتل أكثر من 100 فلسطيني خلال توزيع مساعدات غذائية في فبراير الماضي، ما يكرّس – وفق الصحيفة – نمطًا واضحًا من الإفلات من العقاب.
بريطانيا تستقبل أطفالًا جرحى من غزة
كشفت صحيفة التايمز عن نية حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر السماح لنحو 300 طفل فلسطيني من غزة بدخول المملكة المتحدة لتلقي العلاج والرعاية الطبية، ضمن استجابة إنسانية طارئة.
خلاصة المشهد
يشير تزامن التحركات الإنسانية، والانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية، والمواقف العربية والدولية المتصاعدة، إلى منعطف سياسي وعسكري في الحرب الدائرة. وبينما يُطرح إعادة الإعمار كمفتاح لإنهاء القتال، يظل مستقبل القطاع رهينًا بتوافقات معقدة تتقاطع فيها الاعتبارات الأمنية، والحقوقية، والإنسانية.