محمد فضل شاكر: "لا أقلد أبي بل أشبه نفسي.. والغناء باللهجة المصرية ضروري" (خاص)

حين صدح صوتهما معا في أغنية "كيفك ع فراقي"، لم يكن ذلك مجرّد تعاون غنائي عابر بين أب وابنه، بل لحظة إنسانية نادرة امتزج فيها الفن بالدم، والحنين بالإحساس، محمد فضل شاكر، الذي اختار أن يبدأ مشواره الفني بخطى واثقة رغم صعوبة الاسم الذي يحمله، أثبت من خلال هذه الأغنية  أنه ليس مجرد ظل لاسم عريق، بل موهبة حقيقية تسعى لصوتها الخاص وسط الزحام، “كيفك ع فراقي”  التي لامست قلوب الجمهور، كانت بطاقة تعريف رقيقة لصوت شاب يحمل الحنين في طبقات صوته، ويبحث عن طريق لا يشبه إلا نفسه.

في حوار خاص مع “مصر تايمز”، تحدث محمد عن الموهبة التي وُلدت معه، والتي بدأ في إدراكها والعمل على تطويرها منذ اللحظة التي اكتشف فيها أن لصوته إيقاعا خاصا به، و لم يعتمد على ما ورثه فقط، بل أخذ على عاتقه أن يصقل هذا الصوت بالتدريب والتجربة،و يرى أن النجاح الحقيقي لا يأتي بسرعة، بل يُبنى على الصبر والنضج، وهو ما يسعى إليه بكل هدوء وإصرار.

لا  أقلد أبي

وعن التشابه بين صوته وصوت والده، أكد محمد أن هذا أمر طبيعي، فالأب هو أول مدرسة، وأول ذاكرة، لكن التشابه لا يعني التكرار، هو لا يحاول أن يُقلّد، بل هو يعبّر عن نفسه بإحساسه الخاص، واثقا أن الجمهور قادر على التمييز بين الأصل والصدى، وبين التأثر والنسخ.

مصر القلب النابض للفن العربي

أما مصر، فهي بالنسبة له أكثر من محطة فنية، وصفها بالقلب النابض للفن العربي، ويؤمن أن من ينجح في مصر ينجح في العالم العربي كله، مضيفا أن هذا الصيف، يستعد لإحياء عدد من الحفلات في أكثر من مدينة مصرية، كما يرى أن كل لقاء مع الجمهور المصري هو حالة خاصة، تُشعره بالحب والانتماء.

يرفض الركض خلف الأرقام 

وفي اختياراته الغنائية، أكد محمد أنه لا يختار ما يفرضه السوق، بل ما يشعر به، هو يبحث دائما عن الأغنية التي تُشبهه، حتى لو لم تكن الأكثر رواجا، فهو يرفض أن يركض خلف الأرقام، ويعتبر أن الأغنية الصادقة تعيش، بينما تختفي الضوضاء سريعًا.

الرومانسية، في رأيه، ليست لونا فنيًا بقدر ما هي حالة يعيشها، حيث قال أنه يحب الغناء للحب لأنه يشعر به، ولأن الأغنية العاطفية تلامس الناس في مناطق لا يصل إليها سوى الصدق، لكنه لا يمانع إطلاقا في تجربة ألوان موسيقية جديدة، شرط أن تكون حقيقية وتناسب صوته وروحه.

بليغ مدرسة وعبد الحليم رفيق الطفولة

وعن تعاونه مع شعراء وملحنين، قال إنه لا ينظر إلى الأسماء، بل إلى جودة العمل، فربما تأتيه أغنية عظيمة من شاعر شاب لا يعرفه أحد، وتلمسه أكثر من عمل يحمل توقيع اسم كبير، حيث يكون المعيار الوحيد بالنسبة له هو الإحساس.

وصرّح بأن أكثر من أثّر فيه فنيا هو الراحل بليغ حمدي، الذي يعتبره مدرسة قائمة بذاتها، مضيفا أن صوت عبد الحليم حافظ كان رفيق طفولته، وساهم كثيرًا في تشكيل ذائقته الفنية.

اللهجة المصرية قريبة من القلب

و عن اللهجة المصرية، أجاب بحماس أن الغناء بها أمر لا بدّ منه لأي فنان عربي، لأنها لهجة قريبة من القلب وسهلة الوصول إلى الجميع، وكشف  عن تحضيره بالفعل لعمل باللهجة المصرية سيرى النور قريبًا.

لقاءه مع شيرين عبد الوهاب 

أما عن لقائه بشيرين عبد الوهاب، وصفه بلقاء دافئ  خلال حفل في المغرب، مؤكدا أنه لا يوجد حاليًا مشروع مشترك، لكن لا مانع لديه من تقديم ديو معها في حال توفر العمل المناسب، لأنها صوت فريد وإحساسها نادر.

وعن النجاح والفشل، أوضح محمد إنه لا يخاف من الفشل، بل يعتبره تجربة تصقل الفنان وتُكسبه النضج، كما أنه لا يخشى النجاح المبكر، لأنه يشعر بأنه يمتلك الوعي الكافي لإدارته والتعامل معه بتوازن.

ديو غنائي مع بهاء سلطان 

كما أشاد بتجربة الفنان الشامي، ويعتبره من المواهب التي فرضت نفسها بقوة، كما كشف عن رغبته في تقديم ديو غنائي مع الفنان بهاء سلطان، الذي يرى فيه صوتا صادقا و مميزا يحمل دفئا  خاصا.

و أضاف محمد فضل شاكر ، أن  السوشيال ميديا لها تأثير قوي، كما يرى أنها تطوّر طبيعي للإعلام، وأن الذوق العام لم يتشوّه كما يُشاع، بل أصبح أكثر تنوعًا، ويؤمن أن هذا التنوع يعكس حيوية المشهد الفني وتعدد أذواق الجمهور، وليس تشتته.

محمد فضل شاكر، الذي بدأ رحلته الفنية بديو عائلي ، يبدو اليوم مُصممًا على أن يكتب رحلته الخاصة، بصوت يحمل من فضل شاكر الكثير، لكنّه لا يُشبه إلا محمد نفسه.