أخبار عاجلة
وزير الخارجية يلتقي بالرئيس الأوغندي -

كارثة البنتاجون بشأن مقاتلات "إف-35" تتفاقم

كارثة البنتاجون بشأن مقاتلات "إف-35" تتفاقم
كارثة البنتاجون بشأن مقاتلات "إف-35" تتفاقم

في سياق متصاعد للجدل حول قدرات الأسطول الجوي الأمريكي، يواجه برنامج مقاتلات "إف 35"، F-35 Lightning II، انتقادات متزايدة بسبب تكاليفه الفلكية وأدائه الذي يعتبره الكثيرون أقل من المأمول، وعلى الرغم من الجهود التسويقية الضخمة التي تقوم بها شركة "لوكهيد مارتن"، يُنظر إلى المقاتلة الآن على أنها مثال على الطموحات البعيدة عن المراقبة التي أدت إلى هدر مالي كبير، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل المقاتلة ودورها في استراتيجية الدفاع الأمريكية.

تكاليف هائلة وعيوب متواصلة

يُعرف برنامج المقاتلات “إف -35”، الذي بدأ كمبادرة طموحة لإنشاء منصة جوية موحدة لعدة فروع عسكرية، باسم برنامج "مقاتلة الهجوم المشتركة" (JSF). 

ووفقًا لموقع ناشيونال إنترست، فإن التقديرات الأولية للتكلفة الإجمالية كانت حوالي 200 مليار دولار في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 

لكن الواقع كان أكثر قسوة بكثير، حيث أشار تقرير مكتب المساءلة الحكومية (GAO) في عام 2023 إلى أن التكلفة الإجمالية للبرنامج على مدار عمره قد تصل إلى 1.7 تريليون دولار، وهي أرقام تجاوزت الآن حاجز التريليوني دولار، بحسب تحليلات أحدث.

هذا التضخم في التكاليف يعود إلى ما وصفه التقرار بـ "نهج الشراء قبل الطيران" المحفوف بالمخاطر، حيث تم البدء في الإنتاج بالتزامن مع التصميم والاختبار. 

وقد أدت هذه الطريقة إلى عيوب متكررة، مما استدعى عمليات تعديل مكلفة أفادت المقاولين الدفاعيين على حساب دافعي الضرائب والأمن القومي. 

وقد ذكر التقرير الحكومي لعام 2023 أن البرنامج واجه ما لا يقل عن 12 حادثًا منذ عام 2018، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة ومخاوف جدية بشأن الموثوقية.

أداء متواضع وتحديات تشغيلية

على الرغم من وعود شركة "لوكهيد مارتن" بأن المقاتلة “إف -35” تمثل قمة الطيران العسكري، إلا أن أداءها الفعلي أظهر العديد من أوجه القصور. 

أشار تقرير ناشيونال إنترست إلى أن المقاتلة عانت من مشاكل في قدرتها على المناورة، خاصة في المناورات القتالية الجوية، حيث أظهرت أداءً أقل من مقاتلات أقدم مثل F-16. 

كما تفتقر “إف -35” إلى الرشاقة التي تتمتع بها مقاتلة الجيل الخامس الأفضل F-22 Raptor.

وكشفت تقارير رسمية أيضًا تحديات كبيرة في جاهزية المقاتلة. فبحسب تقرير GAO لعام 2024، فإن أسطول “إف -35” حقق أهداف الجاهزية بنسبة 30% فقط من الوقت. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة التشغيل اليومي للمقاتلة مرتفعة للغاية؛ حيث تتجاوز تكلفة الساعة الواحدة من الطيران 40 ألف دولار، وهو ما يمثل أكثر من ضعف تكلفة بدائل مثل المقاتلة الفرنسية "رافال" Dassault Rafale. 

وقد أدت هذه التكاليف الباهظة إلى بقاء معدلات جاهزية الأسطول أقل من المستهدف لست سنوات متتالية، مما يضع ضغطًا ماليًا وتشغيليًا كبيرًا على الميزانية العسكرية.

تساؤلات حول فعالية المقاتلة في الحروب الحديثة

تثار تساؤلات حول الدور الحقيقي للمقاتلة في الصراعات العسكرية الحديثة. ففي أعقاب "حرب الأيام الـ12" بين إسرائيل وإيران، ادعت القوات الجوية الإسرائيلية أن مقاتلات F-35I "Adir" هيمنت على الأجواء الإيرانية. 

لكن تقرير ناشيونال إنترست يشكك في هذا الادعاء، مشيرًا إلى أن المحللين الغربيين لم يتعمقوا في كيفية استخدام المقاتلات بالفعل. 

ويرجح التقرير أن إسرائيل اعتمدت بشكل أكبر على عمليات التخريب، وضربات المقاتلات المسيرة، واستخدام الأسلحة التي تُطلق من مسافات آمنة نسبيًا، والتي كان من الممكن إطلاقها بسهولة من مقاتلات مقاتلة أرخص من الجيل الرابع.

ويُقارن التقرير بين “إف -35” وبدائل أخرى أكثر كفاءة من حيث التكلفة، مثل المقاتلة السويدية "ساب" Saab JAS 39E Gripen، التي تتمتع بتكاليف صيانة منخفضة للغاية (حوالي 4،700 دولار لكل ساعة طيران). 

ويؤكد التقرير أن الموارد التي تُنفق على مقاتلة “إف -35”، والتي تقدر بتريليوني دولار أو أكثر، يجب أن توجه نحو أنظمة مقاتلات بدون طيار أحدث وأقل تكلفة، والتي تمثل مستقبل الحروب. 

وفي النهاية، يعتبر برنامج “إف -35” "كارثة" مالية تعكس إخفاق الطموح الأمريكي غير الخاضع للمساءلة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس جامعة طنطا يدلي بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ 2025
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة