تزامنت زيارة المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هوكابي، إلى قطاع غزة بهدف معلن وهو "مراجعة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، مع تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش حمل اتهامات موثقة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" وتعمل قتل فلسطينيين كانوا يبحثون عن مساعدات غذائية، وفقًا لتقرير نشره موقع نيوزماكس.
التحول من الصفقات الجزئية والمرحلية إلى صفقة شاملة
وفي تطور لاحق، أبلغ المبعوث ويتكوف عائلات الرهائن الإسرائيليين، أمس السبت، أن الرئيس ترامب يعتزم تحويل استراتيجية المفاوضات من الصفقات الجزئية والمرحلية إلى صفقة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة، وفقًا لموقع أكسيوس الأمريكي.
ووفقًا لتسجيلات من الاجتماع، قال ويتكوف: "يعتقد الرئيس ترامب الآن أنه يجب على الجميع العودة إلى الوطن دفعة واحدة - لا صفقات مجزأة. هذا النهج القديم لم ينجح".
وأشارت صحيفة تورنتو ستار الكندية إلى أن هذا التحول يأتي بعد اعتراف ضمني بفشل نهج الصفقات الجزئية الذي اتبعته إسرائيل والولايات المتحدة على مدار الأشهر الستة الماضية.
وتكشف التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يفضل نهج الصفقات الجزئية لأسباب سياسية داخلية، في حين يرى ترامب أن الصفقة الشاملة هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة.
اتهامات بجرائم حرب ومأزق المساعدات الإنسانية
تتزامن هذه التحولات السياسية الأمريكية مع اتهامات خطيرة ومتبادلة حول الوضع الإنساني. فوفقًا لموقع نيوزماكس الذي استند إلى منظمة هيومن رايتس ووتش، هناك اتهامات لإسرائيل بـ"جرائم حرب" بقتل فلسطينيين كانوا يبحثون عن الغذاء.
وقد ذكرت صحيفة "الإندبندنت" وقوع حادثة بعد مغادرة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، حيث قُتل ثلاثة أشخاص بالرصاص على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من موقع تابع لمؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF)، إلا أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
من جانبها، أعلنت السلطات الفلسطينية أن 36 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة أمس السبت، وهو ما يقل بكثير عن 600 شاحنة اللازمة يوميًا، وفقًا لـ سكاي نيوز.
وقد أدان مكتب الإعلام التابع لحكومة غزة "جريمة التجويع"، ملقيًا باللوم على "الفوضى الأمنية التي تتعمد إسرائيل إحداثها".
وفي المقابل، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المزاعم، واتهم حماس بـ"شن حملة دعائية تشهيرية" ضد إسرائيل، زاعمًا أن الحركة هي من "تتعمد تجويع سكان القطاع وتمنعهم من الحصول على المساعدات".
معضلة الرهائن والمفاوضات السياسية
يؤكد ويتكوف أن أي صفقة لإنهاء الحرب يجب أن تتضمن نزع سلاح حماس، مشيرًا إلى أن حماس نفسها أعلنت استعدادها لذلك وأن العديد من الحكومات العربية تطالب به.
لكن حماس ردت على هذه التصريحات، مؤكدة أنها لن تنزع سلاحها إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وبدورها، فإن هذه الخلافات السياسية الجوهرية تضع عقبات هائلة أمام أي صفقة شاملة.