في ليلة حاسمة، تحوّلت منصة “تيك توك” من ساحة للتريندات اليومية إلى مشهد أمني مثير، بعد تنفيذ وزارة الداخلية المصرية حملة موسعة أسفرت عن ضبط عدد من صُنّاع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تقديمهم محتوى خادشًا للحياء، ومخالفًا لقيم وتقاليد المجتمع المصري.
وكانت على رأس قائمة المقبوض عليهم صانعة المحتوى المثيرة للجدل علياء، المعروفة بلقب “علياء مناديل”، والتي أثارت جدلًا واسعًا خلال الأشهر الأخيرة بسبب سلوكها ومحتواها الذي اتسم بالتجاوزات الأخلاقية والسلوكية.
من هي علياء قمرون؟
علياء قمرون، شابة تنتمي إلى محافظة الغربية، بدأت في الظهور عبر مقاطع قصيرة وهي تبيع المناديل في الشوارع، ثم سرعان ما انتقلت إلى بث مباشر اعتادت فيه التوسل لمتابعيها من أجل الحصول على المال، مستخدمة أساليب استجداء، وإيحاءات لفظية صريحة.
وقد تداول نشطاء مواقع التواصل العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر فيها وهي تتجاوز حدود الأدب، وتوجّه السباب لمتابعيها في حال عدم الاستجابة لطلباتها.
وظهر في بعض الفيديوهات قيامها بإهانة فتيات في الشارع وسكب مشروبات على وجوههن.
تفاصيل الحملة الأمنية
أكّدت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أنها تابعت تحركات صانعي المحتوى المثير للجدل لفترة ليست قصيرة، بناءً على بلاغات متكررة من مواطنين أعربوا عن استيائهم من انتشار هذا النوع من المحتوى.
وأسفرت الحملة عن ضبط كلّ من:
• علياء قمرون: تم القبض عليها فجر السبت، والتحفّظ على هاتفها المحمول وأجهزة إلكترونية أخرى تُخضع حاليًا للفحص الفني من قِبل الجهات المختصة.
• محمد خالد، الشهير بـ “مداهم”: تم ضبطه في شقة مستأجرة بالقاهرة، بحوزته كميات من مخدر الحشيش والأفيون، إلى جانب مبالغ مالية بالعملة المحلية والأجنبية، ومشغولات ذهبية. وأقرّ بأن المحتوى الذي يقدّمه يهدف إلى التربح فقط، بغضّ النظر عن أثره السلبي.

• “سوزي الأردنية”: وُجهت إليها تهم بتصوير فيديوهات تتضمّن إيحاءات، واستغلال وجودها في مصر لتقديم محتوى يتنافى مع قيم المجتمع.
• “أم مكة” و”أم ساجدة”: استُدعيتا للتحقيق بتهمة نشر محتوى ديني يحمل في طياته إيحاءات لا تليق بطبيعة الخطاب الديني، واستغلال الرموز الدينية لجذب المشاهدات.
الاتهامات الموجّهة إليهم
تنوّعت التهم بين نشر محتوى خادش للحياء العام والتحريض على الفسق والفجور، والإساءة للقيم الأسرية والمجتمعية ومخالفة أحكام قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، بالإضافة إلى التربح غير المشروع عبر منصات التواصل والاشتباه في حيازة مواد مخدرة، وغسيل أموال في بعض الحالات.
تؤكد هذه الواقعة أن وزارة الداخلية المصرية باتت أكثر حزمًا في مواجهة المحتوى الهابط، خصوصًا مع تزايد الشكاوى من انفلات أخلاقي واضح على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”.
و تعتبر هذه الحملة الأمنية ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حملات مشابهة خلال السنوات الماضية، طالت أسماء لامعة مثل حنين حسام ومودة الأدهم.
ويبدو أن الدولة الآن بصدد إعادة تنظيم المحتوى الرقمي بالكامل، بما يتماشى مع قيم المجتمع وضوابط القانون.